خبراء: مشاركة رئيس الوزراء بالمنتدى الاقتصادي العالمي فتحت آفاقا جديدة من التعاون المشترك
في خطوة نحو تطوير القطاع الاقتصادي وتنشيطه اقليميا وعالميا، أشاد خبراء بمشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، مؤكدين انها فتحت آفاقاً جديدة من التعاون المشترك، وبابا لفرص استثمارية.
نقطة انطلاق للتعاون الاقتصادي المشترك
وقال مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “مشاركة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في الرياض شكلت فرصة لترسيخ فرص التعاون الدولي عموماً وبين البلدين الشقيقين العراق والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص”، مبينا أن “اقتصاد البلدين كونهما من أكبر منتجي النفط في مجموعة البلدان المصدرة، يحظى بأولوية عالية واهتمام متزايد في سوق الطاقة بالعالم، وبين بلدان كبرى منتجة للطاقة مثل الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وغيرهما”.
وتابع “ففي الوقت الذي تتوافر في العراق فرص استثمارية واعدة بمجالات الصناعة التحويلية والموارد الطبيعية والزراعة والإعمار، فإن المملكة العربية السعودية التي تستثمر فوائضها المالية الرسمية في صناديق الثروة السيادية حول العالم، تتطلع الى فرص استثمارية واعدة على مستوى اقتصاد السوق والقطاع الأهلي ايضاً”.
وبين أن “المناخ الإيجابي بات متاحاً للتعاون بين البلدين والذي أظهرته قمة الزعيمين في الرياض والذي ينسجم مع مؤشرات عوامل مساعدة متنامية في تسارع العلاقات الإيجابية والتي منها التسارع في تنظيم الطرق البرية الرابطة بين البلدين وعودة الحج والزيارة والتجارة براً ،فضلاً عن نشاط النقل الجوي عالي المستوى الذي بدأته الخطوط الجوية السعودية مؤخراً بفتح خطوطها مع بلادنا وبشكل واسع ومنتظم”.
وذكر أن “مجلس التنسيق العراقي السعودي المشترك سيؤدي دورا مستداما وفاعلا في رسم وتنفيذ سياسات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين البلدين الجارين”، لافتا الى أن “لقاء القمة بين الزعيمين العراقي والسعودي في الرياض على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، يعد نقطة انطلاق جوهرية للسير في برامج التعاون الاقتصادي المشترك سواء على المستوى الرسمي او على مستوى تشجيع نشاطات السوق والقطاع الاهلي التجاري والاستثماري والفني بين البلدين الشقيقين”.
تطوير الزراعة تكنولوجيا
فيما أكد الخبير الاقتصادي أحمد صدام لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للرياض مهمة للاقتصاد العراقي إذا طبق ما تم مناقشته على ارض الواقع، حيث ركزت الزيارة بالدرجة الاساس على استثمارات النفط والغاز”، لافتا الى ان “رئيس الوزراء ناقش ضمن الزيارة مع شركات اجنبية متخصصة في البرمجة الرقمية التي يمكن ان تخدم رقمنة الاقتصاد وجذب الاستثمار الاجنبي المباشر”.
وذكر أن ” مناقشة رئيس الوزراء مسألة تكنولوجيا الزراعة، وهذه نقطة في غاية الأهمية لا سيما في ظل ظروف التغيير المناخي وشحة المياه”، لافتا إلى أن “هذا التوجه الجديد يحاول ان يواجه الظروف الجديدة، مع تطوير الزراعة تكنولوجيا بما يعزز من فرص تحقيق التنمية المستدامة ودعم جهود التنويع الاقتصادي مستقبلا”.
وأشار الى أن “هذه الزيارة يمكن ان تنعكس لاحقا على حياة المواطنين بمقدار ما تحققه من جذب الاستثمارات التي يمكن ان تعزز من فرص النمو وخلق فرص العمل مع افتراض ان الحكومة سوف تعمل لاحقا على ترجمة كل ما تم الاتفاق عليه إلى مشاريع موجودة على أرض الواقع”.
أهمية العراق للسعودية
من جانبه، أكد الخبير المالي والاقتصادي قصي صفوان لوكالة الأنباء العراقية (واع) أن “سياسة حكومة السوداني تذهب باتجاه عولمة الاقتصاد المحلي، حيث إن العراق يمتلك العديد من السلع التي يمكن ان تعرف في الأسواق العالمية، بالإضافة الى الغاز والنفط والكبريت والاسمنت والموقع الجغرافي”، مشيرا إلى أن “مثل هذه المسارات يمكن ان تكون هي الفرصة الاقتصادية التي يتطلع العراق الى جذب استثمارات في مثل هذه القطاعات”.
وأشار إلى أن “القوة الاستثمارية مثل المملكة العربية السعودية تمتلك عشرة بالمئة من استثمارات الكرة الأرضية اي 2.5 تريليون دولار يمكن ان تساهم في تحريك جزء من هذه الاستثمارات للداخل العراقي باتجاهات مختلفة”، لافتا إلى “اننا نتطلع ان يكون هناك شراكة اقتصادية تجارية وايضا صناعية بتروكيمياوية مع الجانب السعودي، لان مثل هذه القطاعات تضمن للعراق التنويع في مصادر حصول الاستثمارات”.
فيما يرى المحلل السياسي غالب الدعمي لوكالة الأنباء العراقية (واع) ان “حضور رئيس الوزراء في المنتدى الاقتصادي بالسعودية فهي تعتبر خطوة إيجابية”، مشيرا إلى أن “مثل هذه الزيارات تحقق أهدافها بشكل كبير، مع وجود إرادة حكومية في هذا الشأن لخدمة العراق واستقلاله”.
واختتم رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة بغداد، أمس الأحد، زيارته الى العاصمة السعودية الرياض بعد مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، وتضمنت الزيارة اللقاء بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حيث تم بحث توطيد العلاقات الاقتصادية وتعزيز النمو والتعاون المشترك ضمن مجلس التنسيق العراقي السعودي وسبل تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها وإدامة علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل واتخاذ موقف عربي موحّد من أجل إنهاء مآسي الشعب الفلسطيني.
كما تضمنت زيارة رئيس الوزراء ايضا اللقاء بالرئيس الإقليمي لشركة التقنيات الألمانية والرئيس التنفيذي لشركة Vertical Future ورئيس شركة توتال إينرجيز الفرنسية، حيث بحثت اللقاءات المشاريع التي تنفذها الشركات في قطاع الطاقة والتركيز على مشاريع الغاز وتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والاستفادة من مشاريع تحلية المياه والمقرر انطلاقها بالبصرة ورقمنة الاقتصاد والاستفادة من البرمجيات ونقل التكنولوجيا في القطاع الزراعي.
المصدر : وكالة الانباء العراقية