في طوفان الأقصى.. الحديث للميدان فقط
الميدان فعل وعندما يتحدث الميدان ينطق أفعالاً، وميدان طوفان الأقصى يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل، وهو الذي تحدث وقال إن حقيقة المراد من إشاعة وهم أن اسرائيل اصبحت مجنونة هو ترسيخ فكرة ان المجنون لا يحاسب ولا يعاقب!، وهو الذي علمنا ان المراد من اشاعة وهم ان 40% من الذخائر والاسلحة التي زقت بها الولايات المتحدة الامريكية لإسرائيل كانت غبية وغير دقيقة وحقيقتها تبرير قتل وإبادة أطفال ونساء غزة!.
إنَّ ميدان طوفان الأقصى علمنا أنّنا نتوهم عندما نتصور ان امريكا شريك في العدوان على غزة والحقيقة هي المسؤول الاول عن التخطيط والتنفيذ والبدء بالعدوان وصولاً إلى الادعاء بإيقاف العدوان على غزة بل هي المسؤول عن استمرار الاحتلال لفلسطين وعن التفريط بأمن واستقرار المنطقة وعن تهديد السلم والامن الدوليين!.
كما علمنا هذا الميدان ان الادارة الامريكية لم تعد مهتمة بسمعة وهيبة امريكا لا في الداخل ولا في الخارج الامريكي!، ويتوهم من يعتقد ان الاستفراد بغزة قد تحقق، لان اسرائيل حتى اللحظة تعيش الهزيمة في غزة وتشعر وتتحسس الهزيمة في شمال فلسطين بذريعة يجوز ان يكون ضد غزة ومقاومتها تحالف محور عدواني اسرائيلي امريكي أوروبي، وأن لا يجوز لغزة ومقاومتها تحالف محور فلسطيني لبناني سوري عراقي يمني ايراني!.
عندما يتحدث الميدان سيقول لقد سقطت سردية الاستفراد بغزة، كما سيقول إن معادلة الحق في توسيع جرائم اسرائيل وحلفائها ورفض توسع ساحات مقاومة جرائمهم هي معادلة عرجاء فلا يجوز احقاق الباطل على حساب بطلان حق غزة ومقاومتها في ان لا تكون وحدها، لذلك فإن الدعم للمقاومة ووحدة ساحاتها يأتي لتقويم اعوجاج المعادلة وسيكبح من توسع إجرام اسرائيل وشركائها من خارج الجلد العربي ومن داخله أيضا.
بكل الأحوال ومن حيث المبدأ فإن الميدان يتحدث وسيبقى يؤشر بان العلامة الفارقة للهزيمة، كما يرى الحكيم الصيني (سون تزو)، هي تصدع الداخل، والكيان الصهيوني متصدع.
وبينما المقاومة تقاتل ضمن وحدة الساحات فإن اسرائيل تقتل فقط حتى وصلت إلى حد استحقاق شارة الشارات في ارتكاب كل اشكال الجرائم الدولية (جرائم الحرب – الجرائم ضد الإنسانيّة – جرائم الإبادة الجماعيّة).
عندما يتحدث الميدان سيقول إنّ القضية الفلسطينية هي قضية سياسية بامتياز، أي قضية تحرر وطني ولا يمكن تقزيمها على انها قضية فتنة دينية أو مسألة تظلمات إنسانية أو مشكلة اخلاقية رغم كل التجاوزات الدينية والانسانية والاخلاقية التي تعاني منها حركات التحرر الوطني، ولا يمكن ان نختزل كل قضية التحرر الوطني الفلسطيني بوجع فرعي سواء كان دينياً أو انسانياً أو اخلاقياً.
وعندما يتحدث ميدان طوفان الاقصى سنرى أن الجيوش ان لم تربح تخسر، وان المقاومة ان لم تخسر تربح، وان جيش العدو لم يربح ولم يحقق أهدافه المعلنة بينما المقاومة الفلسطينية، حتى الآن، لم ولن تخسر انجازاتها التي حققتها في السابع من اكتوبر ولن تسمح للعدو المحتل تحقيق اي صورة من صور الانتصار غير الغزو والتدمير.
عندما يتحدث الميدان يتبدد وهم الخلاف بين بايدن ونتنياهو لان الهدف الحقيقي المضمر للطرفين الامريكي والاسرائيلي تدمير غزة وإبادة الشعب الفلسطيني أو تهجيره، وما على العرب إلّا التطبيع والركوع بينما هدف المقاومة بقاء المقاومة واستمرارها من اجل مستقبل فلسطين (دولة حرة مستقلة غير محتلة) لأنّ المقاومة فكرة وحركة تحرر وطني من استعمار احلالي عنصري واحتلالي استعماري وهي بهذا فكرة وحركة غير قابلة للفناء.
ومن الهراء التصديق بالخلاف بين الطرفين فالرئيس بايدن يريد ان يبقى لولاية جديدة فيطالب لفظياً بإيقاف العدوان عن طريق تخفيفه، ونتنياهو يريد ان يبقى على رأس حكومة الكيان فيصر على عدم ايقاف العدوان لأن الايقاف يعني انتهاء عمره السياسي.
وهكذا يتحدث الميدان ليقول مهما يَطُلْ عُمْرُ الغاصب فإنَّ عُمْرَ اغتصابه قصيرٌ عند من يقاومه، وقد يغتني الفاسد لكن الفساد يؤلم الفاسد ويبتلع راحة ضميره طالما مقاومته باقية مرة واحدة والى الأبد.
المصدر : وكالة الانباء العراقية