زيارة الأربعين.. ملحمة إنسانية خالدة من العشق الحسيني
تمثل الزيارة الأربعينية ملحمة إنسانية خالدة من ملاحم العشق الحسيني، وحدثاً دینیاً لا نظير له في العالم، يُجسد المعنى الحقيقي للوحدة بين المسلمين.
وتعد الزيارة مسيرة مليونيه تتجدد سنوياً، وكرنفالاً إنسانياً لخدمة قاصدي كربلاء المقدسة من داخل العراق وخارجه، دون النظر إلى جنسياتهم وقومياتهم وأديانهم ومذاهبهم.
ويقول الباحث والأكاديمي رعد الكعبي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “إحياء زيارة الأربعين يغرز روح التماسك والتضحية والمحبة بين الناس من مختلف الطوائف والأديان، ويعمل على تحقيق وحدة طوعية بين مختلف أنحاء العالم، ويشجع على التواصل الإيجابي بين الجميع من مختلف بقاع العالم، ويعمل على إحداث ثورة داخل كل إنسان لإصلاح الذات”.
ويضيف الكعبي، أن “الزيارة تعتبر أكبر حدث يجتمع فيه الناس بدعوة إلهية مقدسة تظهر المنهج الحسيني كقيمة وسلوك في نفس الإنسان، بالإضافة إلى أنها مناسبة لنشر الفكر الإسلامي السليم خاصة بعد بروز الفكر الداعشي المتطرف”.
ويشير، إلى أن “ثورة الإمام الحسين (ع) وزيارة الأربعين تصحيح وبناء متين تتجدد صيحاته كل عام من أجل خلق جيل يسير على نهج الإمام الحسين (ع) بكل ما جاء به”.
بدوره، يقول صاحب موكب أبو الفضل العباس، أمير علي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): “في كل عام نستعد لهذا الحدث المهم والعظيم ونصل إلى قمة الأحزان والألم تأسيا بمصيبة آل البيت، يقابله نشاط لا يوصف لخدمة زوار الإمام الحسين (ع) لأجل الفوز بالأجر والثواب”.
ويبين علي، أن “أصعب المواقف التي تمر على أصحاب المواكب هي رفع الموكب والبكاء الشديد عند نهاية الأربعينية وانتظار العام المقبل لتجديد البيعة وخدمة زوار الإمام الحسين عليه السلام”.
ويضيف، أن “تنوع جنسيات الزوار من كل أرجاء العالم يضيف لنا مسؤولية كبيرة على تقديم أفضل خدمة لزوار أبي الأحرار”.
من جانبه، يقول الباحث والأكاديمي صفاء عبد الله برهان، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “الإمام الحسين (ع) يمثل الإسلام والإنسانية والثورة ضد الظلم والطغيان”.
ويضيف برهان، أن “زيارة الأربعين ستبقى إشهاراً واضحاً لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وهذا الإشهار الذي استمر قروناً طويلة، اتخذ أبعاداً متعددة، حرص أهل البيت (عليهم السلام) على بيانها في العشرين من صفر، ومنها البعد العقدي الذي يحرز بقاء الرابطة الدينية وكذلك البعد العاطفي الذي يستميل الوجدان إلى ما وقع من مصائب على عترة الرسول صلوات الله عليهم في ذلك اليوم الذي تجرد فيه أعداؤهم من الإنسانية بل من جنسهم البشري”.
ويتابع، أن “الأمم تعتز بقادتها و رموزها وهو ما يمثله زوار الأربعين عندما يعتزون بالإمام الحسين (عليه السلام) قائد النهضة التي حفظت دين جده محمد (صلى الله عليه وآلة)”.
ويشير، إلى أن “الفعاليات الاجتماعية التي تبرز الفعل العراقي الواضح في هذه الأيام بما تمكن من أن ينشر نظائر له في مدن كثيرة من هذه المعمورة تحت مناخات الحزن والألم والصمود والثبات، وهو ما لاحظه الكثير من خارج الجغرافية الإسلامية ولفت الانتباه إلى ما يحدث وما حدث في يوم نهض فيه سبط الرسول دفاعاً عن دين جده (صلى الله عليه وآلة)”.
المصدر: وكالة الانباء العراقية