السيد الصدر يحدد 10 نقاط بعد تكرار حادثة حرق القرآن الكريم
حدد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، 10 نقاط لأخذ العبرة بعد تكرار حادثة حرق نسخة من القرآن الكريم.
وذكر السيد الصدر في تغريده تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن” لـ(نور الله) عدة مصاديق، وما يهمنا هنا هو كون أحد مصاديقه هو: (القرآن الكريم)”، مضيفاً، أنه” ومن هنا سعى الغرب وأعداء الإسلام إلى حرق القرآن الكريم ظناً منهم أنهم بذلك سيطفئون نور الله بأفواههم من خلال كلمات وإشكالات يطرحونها أو شتائم يلقونها ضد كتاب الله أو من خلال أفعالهم وأيديهم فيحرقونه ويهينونه بأفعال مشينة، إلا إن الله يأبى ذلك، فالله متم نوره ولو كره الكافرون”.
وأضاف، أنه” نعم، إن جريمة حرق القرآن الكريم والفرقان المبين مهما انطوت على الحقد والضغينة وكانت جريمة نكراء وفيها تحريض عظيم على الكراهية وفيها تجرؤ وقح من قبل ضعفاء النفوس الذين ملأت عقولهم الشبهات الشبابية والسفسطائية والشهوية فهم أقرب للدجال الذي ينظر بعين واحدة وهي عين الحقد والشهوة”.
وتابع السيد الصدر بالقول:” إلا إن حرقهم للقرآن الكريم كان رسالة واضحة للمسلمين بكل أطيافهم، ولا بد أن نأخذ العبرة منها، وذلك بعدة نقاط:
أولاً: إن فعلتهم وإن كانت نكراء إلا إنها كانت باباً لتذكير المسلمين بدينهم وقرآنهم الذي كاد أن يكون مهجوراً بين المسلمين، ولا أعني حفظه أو قراءته بل حبه وتقديسه وفهمه والتدبر فيه والتمعن بآياته ومعانيه والدفاع عنه.
ثانياً: قد بينت تلك الحادثة مدى الحقد الدفين الذي تكتنفه صدور الكافرين ضدّ ديننا وإسلامنا بل ضدّ إله السماء- إن جاز التعبير- وضد الأديان السماوية أجمع، فلا ينبغي من الآن فصاعداً حسن الظن بهم والتقرب إليهم.. فمن كاد لديننا اللهم فكده ومن أراده بسوء فأرده.
ثالثاً: بأن كذب ادعائهم أن الأديان واحدة ولا بد أن تجتمع في دين واحد وهو: (الإبراهيمية) كلا، فما كان إبراهيم إلا موحداً حنيفاً وما كان من المشركين أو من حارقي كتب الله تعالى أو ممن يزدري الأديان ويتجرأ عليها.. فحاشاه إنما كان نبي الله إبراهيم أمة وإماماً داعياً إلى حق وصراط مستقيم وإلى الهدى والرحمة والصلاح والإصلاح.
رابعاً: لعلّنا نستطيع أن نستوحي من حرق القرآن.. مدى الضعف الذي وصلت إليه الأمم والشعوب والدول الإسلامية وإلا ما كان ليتجرأوا على فعل ذلك.
وأهم أسباب الضعف هو الفرقة والتفرق التي أشاعتها بعض الفرق الشاذة بين صفوف المسلمين، فينبغي على الجميع طي صفحة الفرقة والسعي الحثيث إلى رص الصفوف لنكون كالبنيان المرصوص فالله تعالى يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص.
خامساً: إن مثل هذه الجرائم قد تعتبر دليلاً على وجود مخطط أدهى وأمر قد يطال باقي المقدسات مثل الكعبة قبلة المسلمين أو مراقد المعصومين في المدينة المنورة أو البقيع أو العراق أو غيرها لكن هذه المرة ليست بأيدي المذهب الشاذ بل بأيد قد لا تخطر على بال أحد.
فالحذر الحذر.. ولا سيما مع التراخي الواضح من قبل الدول وحكامها وضعف ردودهم واكتفائهم بالتنديد والشجب والاستدعاء وما شاكل ذلك مما لا ينهض بالمطلوب ولا يكون رادعاً عن التجرؤ على فعل ما يسيء لمقدساتنا.
سادساً: إن هذه الجريمة جاءت في شهر محرم الحرام وما فيه من حدث جلل، تجرأ فيه أصحاب الرايات الحمر من بني أمية لعنهم الله على سبط الرسول صلوات الله وسلامه على الرسول وأوصيائه وأسباطه، فيكون في ذلك دلالة على ترابط الإمام الحسين عليه السلام مع القرآن الكريم فيدور معه أينما يدور كما دار الحق مع أبيه أمير المؤمنين والمؤمنات علي بن أبي طالب عليه السلام.
سابعاً: جاءت هذه الجريمة بعد بلاء وباء كورونا وبعد تطبيع بعض الدول (الإسلامية) مع إسرائيل وبعد تعاطف بعض المحسوبين على الإسلام مع المجتمع الميمي، فهي تنبيه صارخ على أن التهاون في الثوابت الدينية والاجتماعية سيضعف من قوة المسلمين وفيه خوف على بيضة الإسلام.
ثامناً: إن هناك تفسيرات خاطئة لآيات القرآن الكريم وفهما خاطئا من قبل بعض المذاهب الشاذة تسبب بتجرؤ الغرب ومحبيه ضد القرآن، ولذلك فلا بد على المسلمين بمذاهبهم كافة أن يجددوا الخطاب ويجددوا فهمهم لآيات الله القرآنية بأسرع وقت ممكن ومن خلال الرجوع إلى القرآن الناطق ومن نزل الكتاب في كنفهم أعني عدل القرآن: (العترة الطاهرة) أهل بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل.
تاسعاً: لعل تلك الحادثة هي بلاء من الله تعالى واختبار للمسلمين، واستمرار البلاء فيه دلالة جلية على استمرار غضب الله وعدم رضاه عن أفعال الكثير من المسلمين، والاختبار يقتضي أن نسعى للنجاح فيه.
إذن، فليراجع الجميع أنفسهم وأفعالهم والمسارعة إلى التوبة وطلب الغفران.
غفرانك ربنا وإليك المصير.
عاشراً: إن تكرار حرق القرآن أمام (السفارة العراقية) دون غيرها من سفارات الدول الإسلامية يدل على أن العراق بات قبلة العالم وهي من بركات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام كما وفيه تمحيص للشعب العراقي عسى أن ينجح في
الاختبار ليكون الحاضن الأكبر لثورة الإمام المهدي روحي له الفدى
المصدر : وكالة الانباء العراقية