أهم اكتشافات علمية غريبة ورائعة لعام 2022
من تحديد الجينوم البشري أخيرا بعد عقدين من الزمن على إعادة توجيه كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، كانت هناك العديد من الاكتشافات العلمية الغريبة والرائعة في عام 2022.
ومن أكثر التطورات إثارة للاهتمام هذا العام هي:
مهمة حرف كويكب
في كانون الاول، نجح العلماء في تنفيذ أول اختبار لدفاع كوكبي على الإطلاق عن طريق إبعاد كويكب عن مساره قليلا.
وشهدت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج (DART) مركبة فضائية تحطمت عمداً في “ديمورفوس”، وهو قمر كويكب صغير في نظام الكويكبات المزدوج في “ديديموس” على بعد 7 ملايين ميل (11 مليون كيلومتر) من الأرض.
وكان أول اختبار في العالم لتقنية تخفيف التأثير الحركي، باستخدام جسم لصرف كويكب لا يشكل أي تهديد للأرض، وتعديل مداره.
وقبل الاصطدام، استغرق “ديمورفوس” ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة في الدوران حول شريكه الأكبر “ديديموس“.
ومع ذلك، انخفض هذا بمقدار 32 دقيقة إلى 11 ساعة و23 دقيقة بعد التأثير الأمل هو أن نتمكن من جعل هذا يعمل يوما ما كاستراتيجية للدفاع عن كوكبنا ضد تهديدات مستقبلية محتملة من الفضاء، إذا لزم الأمر.
اكتشاف أقدم أحفورة لديناصور في إفريقيا
بالعودة إلى الصيف، كان عشاق الديناصورات يتعاملون بإثارة مع اكتشاف غير عادي، بعد أن اكتشف علماء الحفريات أقدم ديناصور تم العثور عليه في إفريقيا.
وكان طول المخلوق، الملقب بـ Mbiresaurus raathi، حوالي ستة أقدام، وجاب زيمبابوي منذ 230 مليون سنة.
وكشف تحليل الحفريات أنه كان نوعا من sauropodomorph، أحد أقارب sauropod، الذي كان يسير على أربعة أرجل، وله أسنان خشنة وعنق طويل وذيل.
وتم اكتشاف الهيكل العظمي خلال بعثتين، في عامي 2017 و2019، إلى وادي زامبيزي.
وقال الدكتور كريستوفر جريفين، من كلية فيرجينيا التقنية للعلوم: “اكتشاف Mbiresaurus يملأ فجوة جغرافية حرجة في السجل الأحفوري لأقدم الديناصورات ويظهر قوة العمل الميداني القائم على الفرضيات لاختبار التنبؤات حول الماضي القديم“.
صغير الماموث الصوفي
يشبه إلى حد ما فيلا صغيرا محنطا، لكن هذا المخلوق هو في الواقع حيوان ماموث صغير محفوظ بشكل جيد للغاية وعاش منذ أكثر من 30000 عام.
وتم اكتشافه من قبل عمال مناجم الذهب في يوكون، كندا، في حزيران.
وقالت حكومة يوكون إنه كان “الماموث الأكثر اكتمالا الموجود في أمريكا الشمالية”، وثاني اكتشاف من نوعه في العالم.
وتم تجميد “Nun cho ga” في التربة الصقيعية، ما أدى إلى تحنيط بقاياه.
خلايا الدماغ المزروعة في المختبر
كانت لعبة الفيديو الكلاسيكية التي تحمل موضوع تنس الطاولة Pong رائدة وشعبية للغاية عندما تم إصدارها في عام 1972.
وثبت أن خلايا الدماغ البشري التي أنميت في المختبر قادرة على تحريك مجداف عموديا عبر الشاشة لضرب الكرة.
وأثبت باحثون من شركة Cortical Labs، ومقرها ملبورن، لأول مرة أن 800000 خلية دماغية يمكنها أداء مهام موجهة نحو الهدف وهو- في هذه الحالة، Pong.
وتشير النتائج إلى أنه حتى خلايا الدماغ في طبق بتري يمكن أن تظهر ذكاء متأصلا، وتعديل سلوكها بمرور الوقت.
البلاستيك الدقيق
أصبحت آفة النفايات البلاستيكية وتأثيرها على البيئة موضع تركيز أكثر حدة ووضوحا في الآونة الأخيرة.
وعلى وجه الخصوص، كان العلماء يدرسون اللدائن الدقيقة – القطع البلاستيكية الصغيرة التي قطرها أقل من 0.2 بوصة (5 ملم) – وحيث تم اكتشافها، بما في ذلك المناطق البعيدة مثل القارة القطبية الجنوبية.
المثير للقلق أنه تم العثور عليها داخلنا أيضا بعد أن اكتشفها العلماء في دم الإنسان لأول مرة، وأخذ الباحثون في هولندا عينات دم من 22 متبرعا بالغا سليما مجهول الهوية وقاموا بتحليلها بحثا عن جزيئات صغيرة تصل إلى 0.00002 من البوصة.
ووجدوا أن 17 من أصل 22 متطوعا (77.2٪) لديهم جزيئات بلاستيكية دقيقة في دمائهم – وهو اكتشاف وُصف بأنه “مقلق للغاية”.
وتم اكتشاف اللدائن الدقيقة أيضا في رئات بشرية حية لأول مرة هذا العام – ما يثبت أننا نتنفسها من الهواء.
ووجد باحثون من جامعة هال وكلية الطب في هال يورك مواد بلاستيكية دقيقة في أعمق جزء من الرئة.
ومن غير المعروف تأثير اللدائن الدقيقة على جسم الإنسان، لكن البحث في عام 2023 وما بعده مستمر بجدية لمعرفة ذلك.
الصور الأولى لتلسكوب الفضاء الخارق الجديد
كان هناك الكثير من الإثارة في الصيف حيث أرسل تلسكوب الفضاء الجديد التابع لوكالة ناسا والذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار (7.4 مليار جنيه إسترليني) صوره الأولى للكون المبكر.
وتلقى عشاق علم الفلك صورا مبهرة غير مسبوقة لـ “حضانة نجمية”، ونجم يحتضر مغطى بالغبار و”رقصة كونية” بين مجموعة من المجرات.
وتم الترحيب بها على أنها “فجر حقبة جديدة في علم الفلك”، وأخذها جيمس ويب – كخلف لمرصد هابل الشهير – وأصدرته وكالة ناسا في حزيران.
وتعني إمكانيات ويب في مجال الأشعة تحت الحمراء من الطيف الكهرومغناطيسي أن بإمكانه “رؤية الزمن الماضي” في غضون 100-200 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم، ما يسمح له بالتقاط صور للنجوم الأولى التي تتألق في الكون منذ أكثر من 13.5 مليار سنة.
اكتمال الجينوم البشري أخيرا
استغرق الأمر عقدين من الزمن ولكن في عام 2022 تم أخيرا تعيين الجينوم البشري بالكامل.
وفي نيسان، نشر الباحثون تسلسلا خاليا من الفجوات لما يقرب من 3 مليارات قاعدة (أو “حرف”) من الحمض النووي لشخص واحد، بعد 20 عاما من إنتاج المسودة الأولى.
وقالوا إن التسلسل الكامل والخالي من الفجوات للقواعد في حمضنا النووي كان أمرا بالغ الأهمية لفهم التباين الجيني البشري والمساهمات الجينية في أمراض معينة.
وبالإضافة إلى الآثار الطبية، يساعد الجينوم الكامل أيضا في الإجابة عن سؤال ما الذي يجعلنا بشرا متميزا.
واقترح الباحثون أن بعض الجينات التي كانت فجوات في الجينوم الأصلي يعتقد أنها مهمة للغاية في المساعدة على تكوين دماغ أكبر لدى البشر مقارنة بالقردة الأخرى.
وتم إنجاز العمل من قبل اتحاد Telomere to Telomere (T2T)، والذي تضمن باحثين في المعهد الوطني لأبحاث الجينوم البشري (NHGRI)؛ جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز (UCSC)؛ وجامعة واشنطن، سياتل.
ويمكن الوصول إلى الجينوم المكتمل حديثا، المسمى T2T-CHM13، الآن من خلال متصفح الجينوم UCSC عبر الإنترنت.
الصورة الأولى للقوس
في سابقة تاريخية، كشف علماء الفلك في أيار كيف التقطوا صورة رائعة لثقب أسود هائل في قلب مجرتنا درب التبانة.
وأظهرت الصورة المنتظرة بفارغ الصبر القوس A * – الذي تبلغ كتلته حوالي 4.3 ملايين ضعف كتلة شمسنا ويقع على بعد حوالي 27000 سنة ضوئية من الأرض.
وجاء ذلك بعد ما يزيد قليلا عن ثلاث سنوات بعد أن كشف علماء الفلك عن أول صورة على الإطلاق لثقب أسود.
ويحمل الثقبان الأسودان أوجه تشابه مذهلة، على الرغم من حقيقة أن القوس A * أصغر 2000 مرة من Messier 87، الذي يقع في مجرة بعيدة على بعد 55 مليون سنة ضوئية.
أحفورة من يوم نفوق الديناصورات
في نيسان، كشف علماء الحفريات أنهم اكتشفوا أولى البقايا المتحجرة على الإطلاق لديناصور قُتل في اليوم الذي ضرب فيه كويكب ضخم الأرض قبل 66 مليون سنة.
وتم اكتشاف ساق Thescelosaurus إلى جانب جزء من صخرة فضائية يبلغ عرضها سبعة أميال.
ويعتقد الخبراء أن الطرف، المغطى بالجلد، من المحتمل أن يكون قد “انفصل” عندما اصطدم كويكب Chicxulub، ثم دُفن في الحطام المتساقط في يوم الاصطدام.
وتم اكتشاف الساق المتحجرة إلى جانب سلسلة من الاكتشافات الرائعة في موقع أحافير تانيس في ولاية نورث داكوتا الأمريكية.
وقال علماء الحفريات إن هذا هو أول اكتشاف لديناصورٍ بات ضحية شهيرة لضربةِ كويكب، خلفت فوهة يبلغ عرضها 93 ميلا في ما يعرف اليوم بخليج المكسيك.
وقالوا أيضا إنهم يعتقدون أنهم اكتشفوا جزءا صغيرا من صخرة الفضاء التي أنهت عصر الديناصورات وأدت إلى ظهور الثدييات.
المصدر: وكالات