بمشاركة 4 دول … مشروع عراقي لمكافحة التصحر في المناطق الغربية
يعدّ مشروع حوض الحماد من المشاريع الاستراتيجية المهمة ويهدف الى تقليل آفة التصحر في المناطق الغربية وله انعكاسات بيئية كبيرة وسيسهم بشكل كبير بتحسين البيئة في عموم العراق.
وقال مدير مشروع حوض الحماد إبراهيم منادي علي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “مشروع حوض الحماد هو أحد مشاريع دائرة الغابات ومكافحة التصحر التابعة لوزارة الزراعة ويقع في قضاء القائم غربي الأنبار”.
وأشار الى أن “المشروع يهدف الى التقليل من حدة التصحر في المناطق الغربية، فضلاً عن تقديم الخدمات لسكان البادية وتخفيف وطأة الغبار المتصاعد، وإضافة واحات طبيعية في الصحراء والسدود والحفريات المائية والاستفادة من مياه الأمطار وعودة الطيور المهاجرة والحيوانات البرية الصحراوية، بالإضافة الى توفير المياه اللازمة لسكان البادية عن طريق الآبار والمنشآت وتقديم خدمات مختلفة للحفاظ على وجودهم واستقرارهم، وكذلك الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها”.
وأضاف أن “المشروع هو جزء من اهتمامات المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة التابع الى جامعة الدول العربية ويرتبط بسلسلة اتفاقات وخطط مستقبلية مع المركز”، لافتاً الى أن “عدد المواقع التابعة للمشروع هي عشرة مواقع، موزعة في الصحراء الغربية وجميعها تمتلك آبار ارتوازية ومساحات زراعية مستثمرة”.
وأوضح أن “مساحة كل موقع تقدر بنحو ألف دونم ويمتلك تقنيات حديثة”، مؤكداً “زراعة أصناف نباتات تتحمل الظروف البيئة القاسية بتقنية جديدة وهي حصاد المياه التي تعد صديقة للبيئة وقليلة الكلفة”.
وتابع أن “مشروع حوض الحماد تم بمشاركة 4 دول هي العراق والأردن وسوريا والسعودية، وتقدر مساحته 13 مليون دونم وأغلب المزروعات فيه تتحمل صعوبة الجو والظروف البيئية القاسية وتنمو من تلقاء نفسها في بداية كل موسم من خلال نثر البذور التي تنتجها”.
ولفت الى أن “المشروع توقف عن العمل بسبب العمليات الإرهابية العام 2014 وسرقة وتدمير المعدات الخاصة به، وكذلك قلة التخصيصات المالية التي وقفت عائقا كبيراً أمام اكمال المشروع”.
وتابع أن “ما يصل من تخصيصات هو لسد رواتب العاملين فقط ولا يسد الحاجة للنهوض من جديد”، داعياً “وزارة الزراعة الى الاهتمام بالمشروع الذي يعد القلب النابض للحياة في الصحراء”.
وبين أن “المشروع أسهم بشكل كبير في احتواء سكان المناطق الصحراوية وضمهم الى الملاكات العاملة وإعانتهم مادياً من خلال صرف رواتب شهرية لهم وكذلك استقطاب السكان من المناطق القريبة خصوصاً من خريجي كلية الزراعة والمعاهد الزراعية”، لافتاً الى أن “المشروع حالياً ينتج مئة ألف شتلة سنوياً وينفذ حملات تشجير في الدوائر الحكومية والمدارس”.
من جانبه أكد الخبير البيئي طه ياسين، أن “مشروع حوض الحماد له انعكاسات بيئية كبيرة على البادية، كونه يعمل على مكافحة التصحر بطرق علمية وتقنية حديثة، وهو من مشاريع الاستراتيجية قليلة الكلفة وصديقة للبيئة وتعمل على تنمية النباتات الرعوية المتحملة للجفاف”.
وتابع أن “المشروع مهم جداً لتحسين البيئة في عموم العراق”، مطالباً “الجهات المعنية بتوفير الدعم اللازم لإعادة المشروع الى العمل بكامل طاقته لما له من أهمية كبيرة”.