التفكير وكيفيَّة إدارته
سرور العلي
لا يدرك البعض كيفية إدارة تفكيره، مما يؤثر ذلك على حياته اليومية ومصير قراراته التي يتخذها، كسيطرة الأفكار السلبية عليه نتيجة لمروره بتجارب ومواقف تجعله ينظر للأمور بتشاؤم ويأس، فيبالغ بتقييم تلك المواقف والتفكير المستمر في الماضي، وفقدان الثقة بالنفس والشعور بالفشل، والعيش بحالة مضطربة وينتابه الاكتئاب، ويعاني من المتاعب ولا يستمتع بحياته، ويبقى عالقاً بأفكار سلبية تسيطر عليه، ولا بد من التخلص من كل تلك الأفكار عن طريق التفاؤل ورؤية النصف الممتلئ والتركيز على الجوانب الإيجابية وتجنب جلد الذات وتحميلها المسؤولية، لأن ذلك قد يكون لأسباب خارجة عن سيطرتنا، وضرورة تحدي الأفكار السلبية وازاحتها، وعدم مقارنة حياتنا مع حياة الآخرين، وما نملكه نحن وما يملكونه هم فيسبب لنا الاحباط ، والابتعاد عن تحليل الموقف بدقة ومراقبة ردود الأفعال، وعدم إعطاء أي موقف أكبر من
حجمه.
كذلك من المهم أن نشعر بالسعادة والامتنان بالأشياء البسيطة، ومرافقة الأفراد الإيجابيين الذين يدفعوننا للنجاح والإنجاز، والابتعاد عن السلبيين والتحدث مع ذاتنا بإيجابية، وتشجيع أنفسنا على تحقيق الأهداف والخطط، وممارسة التأمل وإراحة أذاهننا من الطاقة السلبية والتوتر والتخلص منهما.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل من بعض الأفراد سلبيين، ومنها نشأتهم في بيئة مضطربة يكتسبون منها الاحباط واليأس منذ صغرهم، فيؤثر ذلك في حياتهم مستقبلاً، فضلا عن أن ليست لديهم أهداف وطموحات، مما يجعلهم ضائعين وقلقين من المستقبل، وعدم قدرتهم على مواجهة التحديات، واعتيادهم على الروتين الممل من دون تغيير، وعيشهم في سجن الماضي، والابتعاد عن الله والانشغال بأمور الحياة وملذاتها، كما أن التفكير السلبي يؤثر في صحة الإنسان النفسية والجسدية، ويصيبه بالأمراض كالضغط والسكري والقلق والاكتئاب، ومن الطرق التي تساعد على التحكم وإدارة التفكير هي التصالح مع العقل، من خلال تقبل المواقف والأحداث التي تجري في يومنا، وعدم إعطاء أهمية للأفكار السلبية وطردها من عقولنا، وممارسة الرياضة التي تسهم بالتخلص من الحالة النفسية السيئة وإراحة الجسم، وإتباع أنظمة غذائية صحية، والنوم بشكل كاف، والعمل على حل المشكلات، وتجنب السلوك غير السليم.