مينة وأطفال السرطان
عندما قرّرت مينة تحرير التطوّع بمنظمة “أتحدى” الإنسانيَّة، كانت قد خرجت تواً من تجربة علاج شاب يتيم يعاني انتشار أورام السرطان بكامل جسمه.
ومينة التي تبلغ الآن 29 عاماً، حاصلة على بكالوريوس تربية رياضيات من الجامعة المستنصرية وطالبة كلية التقنيات الطبية/ تحليلات مرضية.
آنذاك، ساعدتها “أتحدى” بتوفير تكاليف علاج الشاب والسفر إلى الهند. ولم تذهب هذه المساندة الكبيرة، هباء. إذ أصبحت “أتحدى” أسرتها الثانية وتوسعت طموحاتها في مساعدة أكبر عدد ممكن من الأطفال المصابين بداء السرطان والمحتاجين إلى الدعم.
دشنت “أتحدى” عملها بعد زيارة أعضاء فريقها الآن لمستشفى الطفل المركزي في عام 2016، إذ لاحظوا أنَّ الأطفال يفترشون أرض المستشفى أو يتشاركون سريراً طبياً واحداً لتناول الجرعة الكيمياوية نتيجة النقص الحاصل في تقديم الخدمات.
في البداية، تمكنت ” أتحدى” من تأهيل طابق كامل في المستشفى عبر ترميم الجدران وتوفير 33 سريراً طبياً، وكذلك أجهزة طبية وأخرى كاشف وريد ومنظومة تبريد كاملة، ومن ثم توسعت أعمالها لتغطي مستشفيات أخرى مثل مستشفى الطفل ومستشفى أمراض الثلاسيميا ومستشفى ابن البلدي وغيرها.
وتسرد مينة صعوبة توفير علاجات السرطان للأطفال المصابين، حيث تكاليفها المالية المرتفعة وندرة توافرها في المستشفيات الحكومية وربما حتى في الصيدليات الأهلية، كما تقول إنَّ “الكثير من الأطفال المصابين يحرمون من فرص التعليم، لأنَّ المدارس عادة لا تتحمل مسؤولية العناية بهم”.
لذا فإنَّ “أتحدى” تستهدف الآن الحالات الطبية لـ “مرضى السرطان وخصوصاً الأطفال. وكذلك مرضى العظم الزجاجي”، وتضيف أنَّ “الهدف الأساس هو مساعدة أكبر قدر ممكن من أطفال مرضى السرطان ودعمهم معنوياً، فضلاً عن توفير احتياجاتهم، وأيضاً تبني حالات مرضى العظم الزجاجي”.
تسعى “أتحدى” إلى الحصول على حقوق هؤلاء الأطفال في العلاج، لأنَّ الحكومة العراقية لا توفر علاجاتهم وتحملهم شهرياً عبء شراء الجرعات الكيمياوية الباهظة الثمن.
تحرص منظمة “أتحدى” على إقامة حفلات للأطفال تارة تكون ترفيهية كي يحصلوا عبرها على الهدايا، ويشاركوا بفقرات ترفيهية وألعاب الدمى وتارة أخرى تكون الحفلات فنية يتطوع الفنانون لإحيائها مجاناً، وحتى صاحب المطعم أو قاعة الاحتفال يهدي المكان مجاناً، مقابل أن تُباع تذاكر الحفل ويذهب ريعها لشراء علاجات مرضى السرطان أو التكفل بإجراء عملية جراحية لحالة معينة، وفق تعبير مينة.