عوامل تراجع مستوى الفئات العمرية لكرة عرب آسيا

تشهد شريحة الفئات العمرية في منتخبات عرب آسيا تراجعاً واضحاً إذا ماقورنت بالمستويات المتقدمة التي تظهر عليها الفئات العمرية الافريقية وهذا ما شهدناه في بطولات العرب التي اقيمت مؤخراً؛ الأمر الذي افقدها مكانتها القارية بين المنتخبات الاخرى .

وتعد شريحة الفئات العمرية هي أساس تطور أي رياضة ومنها كرة القدم ، إذ تنحصر بين العمرين: 12عاماً و 16 عاماً، وهي مرحلة مهمة لتكوين اللاعب والبدء في تغذيته مفاهيم اللعبة ولابد من وجود عوامل أدت الى هذا التراجع بالمستوى الفني والمهاري، ما يحتم على المختصين والفنيين دراسة هذه العوامل للوصول الى الحلول الناجعة للنهوض بواقع هذه الفئات والوصول بها الى برِّ الأمان.
وكالة الأنباء العراقية (واع)، التقت مجموعة من الشخصيات الرياضية الخليجية وتناولت معهم أسباب هذا التراجع، وكانت أولى محطاتنا مع مدير منتخب عمان الأول مقبول البلوشي، والذي صرح قائلاً: إن” الرياضة المدرسية تُعدُّ من أهم محطات بناء اللاعب قبل انتمائه لأي مدرسة كروية، وهذا ما يفتقده اللاعب الفتي عندما يضع قدمه في أول طريق الاحتراف، إذ إن الرياضة  المدرسية لا تحظى بالاهتمام المطلوب من قبل المؤسسات التعليمية كما هو الحال في الدول المتقدمة”.

وأضاف البلوشي أن” المال من الأمور الأساسية لتطوير المنتخبات ولكنه لا يعد العائق الوحيد في حال قلة التمويل ، بل هنالك ما هو أهم من ذلك، فالفكر والتخطيط الصحيح يعدان الخطوة الأولى في تطوير الكرة الآسيوية على صعيد المنتخبات وحتى الأندية “

من جانبه أكد لاعب منتخب الإمارات السابق عبد الرحمن محمد أن اختيار الجهاز الفني لقيادة تلك المنتخبات هو العامل الأساس في تطور أو تراجع مستوى الفرق .

 

وقال محمد لـ(واع)، إن” الفئات العمرية هي أهم مرحلة في حياة اللاعب وأخطرها ، لذا فهي بحاجة الى مدرب ماهر يعرف كيف يتفاعل مع الأعمار الصغيرة ولديه خبرة في قيادة المنتخبات من خلال طرق تدريب خاصة تستند على أسس علمية ونفسية يستطيع من خلالها التأثير في اللاعبين ويرفع من مستوى الموهبة لديهم”، موضحاً، أن” الاكاديميات الكروية لا تعطي النتائج المرجوة منها في بناء اللاعب وصقل امكانياته؛ ما أدى الى اختفاء المواهب التي أثرت في مسيرة المنتخبات في هذه الفترة العمرية المهمة”.
وتابع محمد، أن” السبب في تطور الفئات العمرية في منتخبات القارة الافريقية هو الاهتمام بالكادر الفني ودمج فرقهم بدول أوروبا واستقطاب مدربين متميزين وفتح اكاديميات على مستوى عالٍ ومتميز، وهذا ليس بالأمر المستحيل على بلداننا ولكن من الصعب تنفيذه “.
فيما قال اللاعب البحريني الدوليّ السابق حسين بابا لـ(واع)، إن” دول أوروبا وأمريكا الجنوبية تسبقنا بمراحل كثيرة لذا فإننا بحاجة الى عمل دؤوب وتخطيط دقيق طويل الامد للوصول بمنتخباتنا الى بر الامان”، مبيناً، أن” المشكلة في منتخباتنا تستعجل النتائج على العكس من باقي المنتخبات الأوروبية التي تتصف بالصبر، ما يجعل من الصعب مجاراتها “.

 

المصدر: وكالة الانباء العراقية