الشهر المقبل.. لقاء رباعي بشأن لبنان في باريس

يتفاءل اللبنانيون خيراً بأن أزمتهم ستوضع مجدداً تحت مجهر الاهتمام الدولي بعد سنوات من انكفاء ملفهم عن طاولة العامل الدولي المؤثر، سيكون ذلك عبر بوابة الاجتماع الرباعي المهم الذي ستحتضنه العاصمة الفرنسية باريس الشهر المقبل ليصار إلى البحث عن خريطة طريق لبنانية من قبل (الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية وقطر).

وأكد مصدر سياسي لبناني لـ”الصباح” بأن مسؤولين كباراً من العواصم الأربع سيعكفون على إعداد خريطة الطريق تلك من أجل معالجة الأزمة اللبنانية التي وصلت إلى مستويات مقلقة، وصولاً للتوافق على تذليل العقبات أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة لبنانية تكون قادرة على اجتراح الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة.

المصدر نقل عن معلومات دبلوماسية بهذا الشأن، بأن اللقاء الرباعي المذكور سيكون ممثلاً بمستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، ونائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، والسفير في الخارجية القطري محمد بن عبدالعزيز الخليفي، ولم يعرف حتى الآن من يمثل العربية السعودية بشكل واضح برغم تداول أسماء بعينها.

وأضاف المصدر، أن اللافت هو الدخول القوي لقطر على خط الأزمة اللبنانية وهو مؤشر مشجع ويجدر التنويه هنا بالخطوة المهمة التي خطتها الدوحة بتوقيعها اتفاق الشراكة في مسألة التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية وتحديداً في البلوكين رقم 4 ورقم 9 من خلال إبرام اتفاق الشراكة بين شركة (قطر للبترول) وشركتي (توتال الفرنسية) و(ايني الإيطالية).

في هذه الأثناء، وفي شأن ليس ببعيد، ينتظر المعنيون في بيروت وصول وفد صندوق النقد الدولي، في آذار المقبل، للبحث مع المسؤولين اللبنانيين عما تم تحقيقه من شروط الصّندوق الأربعة قبل توقيع الاتفاق معه، والمتمثلة بإكمال قانون السرية المصرفية، وقانون الكابيتال كونترول، ومشروع هيكلة المصارف وإنجاز موازنة عام 2023، ويأمل المسؤولون في لبنان إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لحصول بيروت على الدعم المالي المهم في ظل أزمتهم المعقدة.

إلى ذلك، أعرب النّائب وليد البعريني، عن أسفه للانحدار الكبير الّذي تشهده البلاد، والّذي كرسه الجسم القضائي، من خلال الكباش الكبير الّذي لامس مستويات غير مسبوقة، ضاعفت الفجوة في البلد الّذي تتزاحم فيه المشكلات والأزمات، متمنّياً على القوى السّياسيّة أن توقِف المهاترات وتبادر بشكل جدّي لانتخاب رئيس للجمهوريّة، علّها خطوة تنتشل البلاد من القعر، وتُعيد انتظام المؤسّسات الدّستوريّة.

من جانبه، أكد النائب بلال الحشيمي، أن لا بصيص أمل يلوح في الأفق، سوى بالتوافق وبذل الجهد في سبيل ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية قادر على حلحلة أبواب الأزمات الموصدة وإلا فعلى لبنان السلام.

المصدر : جريدة الصباح.