توقع خبراء اقتصاد ومحللون سياسيون، أن تمهد زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لفتح باب الاستثمار في العراق أمام الشركات العالمية وخاصة الأمريكية منها، في ظل حالة الاستقرار التي يشهدها البلد والدعم الدولي للحكومة في تعزيز الاستقرار وإقامة الإصلاحات المالية والاقتصادية، مشيرين إلى أنه يصح القول عن الزيارة بأنها “استثمار حقيقي في المستقبل” عبر تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.
تأسيس صورة مشرقة للعراق
ويؤكد عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين أسامة السعيدي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) ان “الزيارة تؤسس صورة مشرقة للعراق في عيون العالم لأن هنالك عملاً حكومياً لإصلاح النظم المالية والمصرفية والإدارية ضمن عملٍ جاد لتأسيس صورة جديدة للعراق، والإدارة الأمريكية مطالبة أن تتعامل معنا وفق المعطيات الجديدة”.
وأضاف أن “رئيس الوزراء نجح منذ اليوم الأول لتولي حكومته المسؤولية في إعطاء رسائل إيجابية ورسائل إطمنئان للمجتمع الدولي حملت ضمانات بأن العراق ينشد الاستقرار وطي صفحة الماضي التي حملت الكثير من المعطيات التي عبرت عنها حروب ما قبل العام 2003 وكذلك ما بعدها من ظروف أمنية تطلبت حرباً على الإرهاب قدمنا فيها تضحيات بالأرواح ليبقى العراق كدولة بعد أن توقع البعض أن يتمكن منا الإرهاب بعد أحداث حزيران 2014، لكن العراق برهن للجميع بفضل هذه التضحيات إنه دولة بعيدة عن التقسيم والتشضي وقادرة على النهوض والمساهمة بفاعلية وإيجابية في الوضعين الإقليمي والدولي”.
الاستثمار في المستقبل
ويشير المحلل الاقتصادي صفوان قصي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن “العنوان الرئيسي للزيارة هو الاستثمار في المستقبل عبر تفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي وفرص التعاون فيها، إذ أن العراق يتطلع لدور ينتمي فيه للبيئة العالمية التي توفر فرصاً جاذبة للمستثمرين العالمين خاصة وأن المؤشرات تؤكد ان العراق في المرتبة الثانية على دول أسيا في البيئة الأفضل للمستثمرين”.
وأضاف أن “مصداق ذلك هو ارتفاع حجم الناتج المحلي الإجمالي والنظرة المستقبلية لقدرة العراق على تحقيق بيئة آمنة وظروف موضوعية للاستثمار توفر عوائد مستدامة للمستثمرين”.
وتابع إنه “كذلك فإن النظام المصرفي العراقي بات مستجيباً للمتطلبات العالمية، وتقوم شركة K2 العالمية بالعمل حالياً على إعادة تأهيل المصارف المعاقبة لحماية الأموال العراقية، وكذلك فإن الحكومة تسير بخططها الإصلاحية في السيطرة على حركة الأموال ومعرفة من أين تأتي وأين تذهب وهذا كله يوفر بيئة مالية مناسبة للمستثمرين بسبب تعزيز الثقة الدولية بحركة الأموال العراقية”.
العراق بيئة جاذبة للاستثمار
بدوره رأى المحلل السياسي هيثم الخزعلي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن “وجود توافق وانسجام في العلاقات الدبلوماسية بين العراق والولايات المتحدة بما يضمن الاستقرار سيرسل رسائل إيجابية للمستثمرين للدخول إلى العراق”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة لديها شركات كبرى عابرة للقارات بإمكانها الاستثمار بعدة مجالات بينها الطاقة في ملفي النفط والغاز، إذ ان هنالك شركات قادرة على تنفيذ مشاريع لاستثمار الغاز ودعم توجه الحكومة العراقية في إيقاف حرق الغاز المصاحب وتوفير عوائد تصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً”.
وتابع إن “العراق يمتلك حقولاً تمتد من شماله لجنوبه توفر فرصاً استثمارية جاذبة ومشجعة للشركات العالمية كالأمريكية والألمانية وغيرها من الدول خاصة وأن الكثير من الموراد الاقتصادية في العراق لم تستثمر بعد
دعم دولي لجهود الحكومة العراقية في تعزيز الاستقرار
المحلل السياسي علي البيدر ذكر كذلك في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن “البيئة العراقية الحالية أفضل بيئة للشركات الاستثمارية الأمريكية والعالمية، خاصةً وأن المجتمع الدولي داعم للحكومة العراقية في تعزيز الاستقرار والشراكة الاقتصادية، والبيئة الاستثمارية العراقية بِكر وتتوافر فيها فرص كثيرة في كثير من المجالات”.
وأضاف أن “الكثير من الدول ترغب باستثمار حالة الاستقرار في العراق الزاخر بالثروات بتنفيذ مشاريع استثمارية توفر عوائد مالية جيدة للعراق ولشركات تلك الدول وأن يكون لها السبق في الدخول للساحة العراقية، كذلك فإن البيئة المستقرة جعل العراق الذي تتوافر فيه الكثير من المعالم التاريخية عامل جذب للسياح وهذا كله جاء بفضل حالة الارتياح الدولي للوضع العراقي، وهو ما ستعكسه زيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن والتي توقع منها تعزيز هذا الارتياح بشراكات حقيقية تتستثمر بنود التعاون في اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن”.
ووصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فجر اليوم الأحد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في مستهل زيارة رسمية، من المؤمل أن يلتقي فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن غداً الإثنين.
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قبل مغادرته بغداد أن “الهدف من الزيارة إلى واشنطن هو الانتقال بالعلاقة بين البلدين لمرحلة جديدة وتفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي”، لافتاً الى أن “اتفاقية الإطار الستراتيجي تتماشى مع البرنامج الحكومي وما يتضمنه من إصلاحات اقتصادية”. وأشار الى أن “الزيارة ستشهد عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المشتركة المعنية بتنفيذ اتفاقية الإطار الستراتيجي التي لم تعقد أي اجتماع منذ إقرار الاتفاقية”، مبيناً أن “اجتماع اللجنة التنسيقية سيتناول ملفات التجارة والطاقة والاستثمار والتعليم والنقل والثقافة ومكافحة الفساد واسترداد الأموال”.
المصدر: وكالة الانباء العراقية