أكد رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد أن ما يعيشه العراق اليوم من تجربة ديمقراطية لم نكن لنصل إليها لولا التضحيات التي قدمها رجال تصدوا للظلم ورفضوا الاستبداد.
وقال رشيد في احتفالية منظمة بدر بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيسها التي حضرتها وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “ما يعيشه العراق اليوم من تجربة ديمقراطية لم نكن لنصل إليها لولا التضحيات التي قدمها رجال تصدوا للظلم ورفضوا الاستبداد وتطلعوا إلى بناء وطن مستقل يعيش فيه الشعب حرا على أرضه”.
أدناه النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ..
رمضان كريم وكل عام والعراق وشعبه بألف خير
السيدات السادة الحضور
نجتمع اليوم للاحتفاء بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس منظمة بدر، التي ارتبط اسمها بمناسبة عزيزة على قلوب المسلمين وأحرار العالم، الرافضين للظلم، من أجل حياة حرة كريمة، فكان لهذه المنظمة وقادتها شرف المشاركة في إسقاط نظام شمولي قتل وهجر أبناء شعبه، لأنهم رفضوا الظلم والاستبداد من أجل تحقيق الديمقراطية للعراق.
نستذكر اليوم أيام الجهاد ولحظات الشرف التي وقفنا فيها عربا وكردا وبقية أطياف الشعب العراقي موحدين من أجل رفض الظلم والانتفاض على الاستبداد وتحقيق الحياة الكريمة، ونذكر الأجيال أن ما يعيشه العراق اليوم من تجربة ديمقراطية، لم نكن لنصل إليها لولا التضحيات التي قدمها رجال تصدوا للظلم ورفضوا الاستبداد وتطلعوا إلى بناء وطن مستقل يعيش فيه الشعب حرا على أرضه.
لقد كان لإخوتنا في منظمة بدر مواقف كبيرة في مقارعة النظام الديكتاتوري، فشاركناهم وشاركونا لحظات الجهاد في الهور والسهل والجبل، داخل الوطن وخارجه، وكتبنا ذكرياتنا الجهادية سوية على طريق تحرير البلد من عبودية نظام أجرم بحق شعبه وحاول إبادة مكوناته، مرة في عمليات الأنفال سيئة الصيت التي سقط فيها أكثر من 180 ألفا من النساء والأطفال والشيوخ وأخرى في مواجهة انتفاضة الشعب في رمضان عام 1991 وثالثة بالأسلحة الكيمياوية في مدينة حلبجة التي أحيينا ذكراها السادسة والثلاثين قبل أيام قليلة، وغير ذلك الكثير.
السيدات والسادة الحضور
لقد كان للإخوة القادة في منظمة بدر وفي مقدمتهم الأستاذ هادي العامري وبالشراكة مع إخوانهم في الحركات والأحزاب الوطنية الأخرى على امتداد خارطة الوطن، الريادة في التأسيس للعملية السياسية التي أعقبت سقوط النظام سنة ۲۰۰۳، فشاركوا إخوانهم في كتابة نصوص دستور سنة ۲۰۰٥ ووضع ملامح النظام السياسي الجديد، ولم يكونوا بعيدين عن خوض الانتخابات والاشتراك في مفاوضات تشكيل الحكومات المتعاقبة.
إن دور منظمة بدر لم يقف عند هذا الحد، فقد كانت من أوائل من تصدى لإرهاب تنظيم القاعدة وداعش، فسالت دماء أبنائها مع دماء إخوانهم في الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة والقوات الأمنية بصنوفها المختلفة، من أجل تحرير الأراضي التي احتلها التنظيم الإرهابي، وربما كانت المهمة الأصعب هي في ترسيخ النظام الديمقراطي ومنع عودة الديكتاتورية والتفرد باتخاذ القرارات والمحافظة على منجز الأمن والاستقرار الذي يشهده العراق اليوم، ومواصلة تقديم الخدمات للشعب.
تمنياتي للإخوة في بدر، قادة وأعضاء ومنتسبين كل التوفيق والسداد. وللشعب العراقي السلام والرفاهية. ولشهداء العراق المجد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر : وكالة الانباء العراقية