حدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية السيد عمار الحكيم، أهم أولويات الدبلوماسية في المرحلة الراهنة، وفيما أشار الى أن أزمة غزة لا يمكن اختزالها بما جرى بعد السابع من أكتوبر، أكد أن العالم يعيش اهتزازا قيميا وازدواجية كبيرة في المعايير .
وقال السيد الحكيم خلال لقائه السفراء العراقيين المشاركين في المؤتمر السابع لسفراء العراق وبحضور نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين والكادر المتقدم في الوزارة في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، أن “العالم يعيش اهتزازا قيميا حيث يُحاصْر أكثر من مليونين وثلاثمائة ألف نسمة بلا ماء أو طعام أو دواء أو كهرباء أو وقود وتحت قصف همجي مروع، وبيّنا أن سكوت العالم يتبع لازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التعبير وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في التعبير عن نفسها “.
و بين أن “أزمة غزة لا يمكن اختزالها بما جرى بعد السابع من أكتوبر، إنما هي نتيجة لمرحلة زمنية صعبة على الفلسطينيين تمتد لسبعة عقود من الزمن”، مباركا للحضور انطلاق المؤتمر السابع لسفراء العراق.
وأكد أهمية هذه المؤتمرات في التواصل والتشاور ومراجعة المواقف وتحديد الأولويات خاصة وأن المؤتمر جاء في ظرف استثنائي عطفا على الأحداث التي تشهدها المنطقة وبعض المساحات في العراق ومدى تأثره بها.
و أشاد السيد الحكيم بموقف العراق السباق في دعم القضية الفلسطينية مرجعيا وحكوميا ودبلوماسيا وشعبيا و إعلاميا، مشددا على أن قرار السلم والحرب من صلاحيات مجلس النواب العراقي وهي صلاحية حصرية نص عليها الدستور وكفلها للمؤسسة التشريعية.
ودعا إلى النظر لبعض التحولات في أفريقيا والانفتاح عليها، حيث إن أفريقيا وتمثيلنا الدبلوماسي فيها يدفعنا إلى ترتيب الأولويات من جديد، مبينا أن “التحدي الحالي إقتصادي ومناخي حيث غادر العراق تحدي الأمن والسياسة”.
وأشار إلى أن “الاستقرار السياسي يجلب الاستقرار الأمني والاجتماعي والفرص الاقتصادية الواعدة، وجددنا وصفنا لإئتلاف إدارة الدولة باعتباره ائتلافا حاكما عابرا للمكونات.”
كما شدد على تسويق نجاحات العراق وتفكيك الانطباعات السلبية عنه وتسويق الصور الإيجابية، فالسفارات مرآة العراق التي تعكس صورته للعالم، مشيرا إلى أولويات الدبلوماسية في هذه المرحلة وأهمها:
– معالجة الانطباعات السلبية الراسخة عن العراق في ذهنية دول المنطقة والعالم والانفتاح على الجميع بما يخدم مصالح العراق واستثمار النظرة الإيجابية في هذه المرحلة تجاهه.
– وإعتماد الأولوية الاقتصادية للعراق في التحرك الدبلوماسي والضغط لخلق شراكات اقتصادية للعراق وتشجيع الشركات على فتح مكاتب لها فيه وعدم الاكتفاء بالمكاتب الإقليمية.
– وإعتماد العقيدة الدبلوماسية والانطلاق من الهوية الوطنية الجامعة في التعاطي مع دول المنطقة والعالم واستثمار الرؤية الموحدة للموقف السياسي على خلاف ما كان عليه سابقا.
– وتسويق العراق كبلد سياحي يمتلك مقومات سياحية كبيرة طبيعية وأثرية ودينية تحاكي كل أمزجة العالم.
– وإعتماد الدبلوماسية الناعمة والتركيز على مصادر القرار في الدول التي يملك العراق فيها من يمثله وتوفير الغطاءات لهؤلاء المؤثرين مع اعتماد الدبلوماسية الشعبية والتحرك على مفاتيح البلدان الشعبية والاجتماعية وتسخيرها وفق المصالح الوطنية.
– وإعتماد معيارية الكفاءة في الترشيح لممثلي العراق في المنظمات الدولية وترشيحات السلك الدبلوماسي الجديد مع أهمية التكامل الجيلي والاستفادة من الخبرات العراقية الدبلوماسية.
– وإكتشاف نقاط القوة للبلدان التي تعملون فيها ومحاولة استنساخ قصص النجاح لديهم للإفادة منها عراقيا.
ودعا للتحرك على مراكز القرار في البلدان وفق خطة محكمة تتبع طبيعة كل نظام سياسي ومراكز القرار فيه، والعمل على تفكيك الاحتقان إن وجد بين العراق ودول المنطقة و العالم وأن يكون السفير محطة لحل المشاكل لا تعقيدها من خلال التحرك على أكثر من محور، وضرورة الاهتمام بالجالية العراقية والتحرك على الكفاءات للإفادة منها في بناء البلد أو التواصل مع مفاتيح الدول مع تأكيدنا على الارتقاء بمنظومة العمل القنصلي وتحديثها وفق تطورات التكنلوجيا والمنظومة الإدارية ومغادرة البيروقراطية.
كما أكد على الارتقاء بواقع السفارات وأن تكون على رأس الأولويات كونها تمثل واجهة العراق في الخارج وأولى محطات انطباع الآخرين عنه، مؤكدا على منهج العراق المتوازن والحفاظ على هذا التوازن فالعراق لأهله ويتحرك وفق مصالح شعبه، داعيا لاستثمار المرحلة لتجديد الدماء في السلك الدبلوماسي مع حفظ التوازن المكوناتي والتفريق بين تمثيل الشعب عبر حضور مكوناته المجتمعية وبين التوازن الحزبي والمحاصصاتي.
المصدر : وكالة الانباء العراقية