كشف فريق الجهد الخدمي والهندسي الحكومي، عن خطط جديدة لتنفيذ مشاريع حيوية للمناطق الأشد فقراً خلال العام الجاري، وفيما أشار الى أن الخدمات المقدمة لاقت استحسان منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتجمعات العمرانية والعمل الدولي، بين أن رئيس الوزراء يراقب أعمال الفريق الخدمي بشكل يومي.
وقال رئيس فريق الجهد الخدمي والهندسي جابر الحساني في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع):إن” فريق الجهد الخدمي والهندسي تأسس بقرار مجلس الوزراء 286 سنة 2022 وبناء على ما جاء بالمنهاج الوزاري لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وانطلاقاً من حاجة المواطنين في بغداد والمحافظات والمناطق ذات التجمعات السكانية غير النظامية التي تسمى (بالـعشوائيات) المنشأة على الأراضي الزراعية وغير الزراعية”.
تقديم الخدمات العاجلة
وأضاف أن”الفريق تأسس من جميع التشكيلات لكافة الوزارات والهيئات وله مهام رسمها القرار 286 ومن ضمن مهامه هو تقديم الخدمات العاجلة والضرورية للأحياء بمختلف القطاعات كخدمات البلدية والماء والمجاري والكهرباء والتربية والصحة وباقي الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن ضمنها الأحياء العشوائية”.
وأشار الى أن” الجهد باشر يوم 5/11/2022 في ثلاثة أحياء في بغداد، واتسع العمل ليشمل أحياء جديدة في بغداد والمحافظات بـ 95 مشروعاً مختلفاً بين صغير وكبير في مختلف القطاعات”، مبيناً أنه” تم إنجاز قرابة الـ 60 مشروعاً من بين 95 لغاية الان، والاخرى قيد الإنجاز”.
ولفت الى أن” الجهد نفذ العديد من المشاريع في بغداد بجانب الكرخ كمشروع شاكر العاني ومنطقة الدوانم في الشعلة وهي منطقة كبيرة بأربعة آلاف دونم، وتنفيذ متنزه في الرشيد ودفن شاخة بطول14 كيلومتراً وتحويل مسارها الى طريق والذي سيسهم بفك الاختناقات المرورية في المنطقة”.
طريق ياحسين- بغداد
موضحاً أن” الجهد شارك في طريق ياحسين- بغداد، وتنفيذ أعمال مهمة في جانب الرصافة مثل أحياء الكوفة والكوثر والكوفة الثانية والرسالة ومناطق حي البساتين وحي المصطفى وحي الصدرين وشوارع مختلفة في حي البساتين وسرادات والثعالبة وبوب الشام إضافة الى تقديم خدمات في النهروان وسبع البور وتأهيل 13 مدرسة في بغداد وتأهيل أعمال مجار كبيرة في مختلف المناطق التي تم ذكرها وتعبيد الطرق”.
وواصل الحساني، أن” الجهد شارك أيضا بإعادة تأهيل مستشفى الطفل المركزي بالكامل بكلفة وصلت الى 8مليارات ونصف المليار دينار، الذي لم يرمم منذ سنة 1986 الى اليوم، أما في القطاع التربوي فأسهم الجهد مع وزارة التربية في تلبية متطلبات القاعات الدراسية من مياه مبردة وأجهزة تبريد ومبردات (هوائية) ورحلات مدرسية،أما في قطاع الكهرباء فقد أسهم الجهد في تأهيل شبكات الكهرباء بجميع مناطق بغداد التي تعاملنا بها وفك الاختناقات وإعادة ترتيب الشبكة لتكون أصولية”، لافتاً الى أن” الجهد أسهم أيضا في أعمال أوكلت له كفتح طريق الطاقة، ونقل السيطرات كسيطرة العبايجي وسيطرة الرستمية الى اللج، فضلاً عن المساعدة في شبكة الحماية الاجتماعية والبلديات في رفع التجاوزات وأمور أخرى في العاصمة”.
خطة الجهد الخدمي
ونوه الى أن” خطة الجهد في العام الحالي هي تقديم خدمات لـ51 منطقة في بغداد، تتضمن ماء ومجاري وأعمال البلدية والكهرباء، حيث تمت المباشرة بتلك المناطق في العشرين من أيلول الماضي لكن الأموال لم تطلق الى الان”، منوهاً الى أن” نسب الإنجاز في تلك المناطق تتراوح بين (5 الى 15%)”، مؤكداً أن” هدفنا وطموحنا أنه لا عشوائيات في بغداد والعراق لكن ذلك يحتاج الى جهود كبيرة وتخصيص أموال وآليات الدولة”.
وتابع الحساني أن” الجهد بحاجة الى إعادة مسار حشد الآليات من جديد، للانطلاق بأعمال كبيرة ولكي تكون المبادرة بيد الفريق لاسيما في ظل وجود دعم حكومي واستثناءات كبيرة لتجاوز الروتين والتتفيذ المباشر وهذه فرصة متاحة يجب استغلالها لتقديم الخدمات الى المناطق المحرومة”، فضلا عن وجود استجابة كبيرة من المواطنين وقبول للأعمال التي يتم تنفيذها”، مبيناً أن” الجهد يسعى الى توظيف إمكانيات الدولة بشكل صحيح والاستفادة من الكوادر الفائضة الجيدة والكفوءة ، في ظل وجود مناطق لا تزال تنتظر دورها في العمل، وهذا يحفزنا لأن نعمل بسياقات غير اعتيادية وأساليب عمل غير كلاسيكية لانتشال تلك المناطق من واقعها”.
وبين أنه في “خطة العام الحالي نأمل أن تكون مرحلة أولى، وسيستمر العمل الى نهاية عام 2023 و2024، لافتاً الى أن” الجهد لديه الان 6 محافظات وتمت المباشرة بحوالي 25 عملاً في محافظة الديوانية، وإنجاز أحياء كحي العامل وملحقه وهو منطقة كبيرة عشوائية حيث تم إنجازالبنية التحتية من الماء والمجاري والكهرباء، إضافة الى شبكة الطرق في حي الأمين الأولى والثانية، وملحق الأمين الثانية وحي الميكانيك وسيد محمد في قضاء الشامية وتم إكساء الشوارع في طريق الحمزة السياحي وقضاء الحمزة، وهنالك مساهمات في شبكة الحماية الاجتماعية وتطوير داخل المدينة في شارع أم الخيل، أما في محافظة المثنى فبدأنا بأربع مناطق وهي في طور الإنجاز، والعمل مستمر في البنية التحتية والاعمال البلدية وفي خطط 2023 أضفنا 6 أحياء جديدة في المثنى والوركاء والسماوة والرميثة وقضاء الهلال وتأهيل مستشفى الرميثة العام ومستشفى الخضر وتأهيل 13 مدرسة أيضا”، أما في ميسان فهنالك 16منطقة في العمارة، يتم تأهيل البنى التحتية فيها و تقديم الخدمات البلدية والكهرباء وكذلك بناء مدارس ومرافق صحية”.
الجهد الخدمي في المحافظات
وبين أنه” في صلاح الدين باشر الجهد في منطقة حي القادسية، وإنجاز منطقة نظامية كبيرة من أعمال الماء والمجاري، كذلك باشرنا حديثاً في محافظتي نينوى وبابل، وفي محافظة نينوى لدينا هناك تقريباً 12 مشروعاً موزعاً بين الأقضية والنواحي ومركز الموصل، إضافة الى شمول مناطق عشوائية بالخدمات”.
وواصل أن” فريق الجهد الخدمي والهندسي ولكي يستمر في عمله يجب تحويله الى هيئة أو مؤسسة ويكون لها نظام داخلي، وتشريعي وتنظم له آليات لتقليل الوقت والكلف وتنفيذ العمل بشكل مباشر”، موضحاً أن” أعمال الجهد خاضعة لديوان الرقابة المالية، ولدينا مكتب استشاري في نقابة المهندسين، وعملنا مراقب من قبل رئيس الوزراء ومتابع بشكل يومي”.
وأشار الى احتمالية دخول محافظات جديدة خلال 2024 حيث يكون التركيز على المحافظات الاكثر فقراً”، موضحاً أن” الجهد عليه مسؤولية كبيرة ومطالب بإنجاز في ظل وجود متابعة مستمرة من قبل رئيس الوزراء، لذلك الجهد يواصل الليل بالنهار من اجل تقدم إنجاز للمواطنين”، منوهاً الى أن”التخصيصات المالية للجهد في موازنة 2023 لا تلبي الطموح لكن الجهد يعمل بالممكن لتقديم أفضل الخدمات للمناطق المحرومة”.
وبين أنه” في حال تحويل الجهد الى مؤسسة تكون له شخصية ونظام داخلي ويتمكن من التعاقد مع الشركات والدوائر لتقديم الخدمات، بشكل صحيح ونظامي، أما الان فعددنا محدود وهنالك وتيرة متسارعة وأعماله كثيرة مع وجود معوقات في بلد مثل العراق بعد 2003 فطبيعة النظام والتغيرات والتقلبات السياسية والأمنية أفرزت سياقات عمل غير قوية وغير منتجة، لذا يجب ان تعاد صيغة العمل والعودة الى المسار الصحيح بالعمل، ويجب ان تكون سياقات الدولة والقوانين فوق الضوابط ووفق المواصفات ، وكل دينار يصرف يجب أن يكون مقابله إنتاج معين، وأن نغادر الكشوفات غير الدقيقة والمغالاة في الاسعار والمشاريع القشرية غير المنتجة، فيجب إعادة ترتيب الأولويات والعمل بحزم وفسح المجال أمام المكاتب الاستشارية للعمل ، كي يكون العمل هندسياً وفق سياقات صحيحة، وأسس علمية”.
إشادات بعمل الجهد الخدمي
ولفت الى أن” عمل الجهد في العشوائيات أو المناطق النظامية لاقى استحسان منظمات الأمم المتحدة المعنية بالتجمعات العمرانية والعمل الدولي ومركز الإدارة الدولي، معتبرين ما نقوم به أحد أساليب الحد من العشوائيات والارتقاء بها، وتحويلها من منطقة مبعثرة الى منطقة منظمة تحتوي على الخدمات كباقي أي حي سكني منظم مثل حي المنصور أو الكرادة”.
وأشار الى أن “الجهد تأسس بموجب القرار الذي أعطى حماية قانونية وغطاء شرعياً، لأن جميع قرارات الدولة من قوانين أو قرارات سواء مجلس إدارة الدولة أو مجلس قيادة الثورة المنحل لم تجز تقديم الخدمات للمناطق العشوائية،ولا حتى قانون وزارة البلديات ولا القرارات الملحقة بها حتى لا تشجع التجاوز”، مبيناً أن “العشوائيات ليست وليدة اليوم ولا بعد عام 2003 فقط وإنما حتى في زمن النظام السابق كانت موجودة في بغداد وعدد من المحافظات”.
وتابع، أن “هناك حياً في إحدى المحافظات أنشئ منذ ثمانينيات القرن الماضي بصورة عشوائية من دون وجود خدمات “، مؤكداً أن “الجهد الخدمي دخل الى هذا الحي في محافظة المثنى في عام 2022 وقدمنا الخدمات له، وكذلك هنالك أحياء مشابهة في محافظتي الديوانية و بغداد”.
وأردف، أن “الدوانم هي منطقة قديمة دخل فريق الجهد الخدمي لها بتوجيه من رئيس الوزراء”، منوهاً بأنه “في عام 2022 كان هنالك نوع من التعجيل في العمل إلا أنه في عام 2023 أصبح لكل مشروع مدة زمنية للتنفيذ وبوجود نقابة المهندسين”.
تخصيص الأموال لبغداد
ولفت الى أن “العاصمة بغداد خصصت لها أموال تقدر بـ 206 مليارات دينار لمشاريع خدمات البلدية والماء والمجاري والتبليط وكذلك الصحة والكهرباء وأيضا المدارس”، مؤكداً أن “جميع المحافظات مشمولة بخطة 2023”.
وأوضح، أن “الجهد الخدمي كلف بواجبات أخرى كبطولة خليجي 25 في البصرة وقام بتقديم المساعدة من خلال رفع الأنقاض وكذلك ترميم بيت الشاعر بدر شاكر السياب، وأيضا تأهيل مؤسسات الدولة كهيئة التقاعد والمنطقة المحيطة بالمسرح الوطني منها الشوارع وأيضا في منطقة الكرخ مسرح الرشيد والمنطقة المحيطة هذه كلها تعد مساهمات من فريق الجهد الخدمي”.
وتابع: “أيضا كلف الجهد بإعداد كشف بترميم قبر علي الوردي وكذلك المنطقة المحيطة به “، مبيناً أن “الجهد الخدمي عالج الحالات الإنسانية والمناطق الفقيرة التي تحتاج الى خدمات والمناطق التي كانت يد الدولة غائبة عنها”.
وأشار الى أن “الجهد أسهم بدعم وزارة التربية وبعض المدارس في الديوانية بالرحلات المدرسية كذلك تلبية متطلبات القاعات الامتحانية من خلال توفير مبردات وماء بارد، حسب توجيه دولة الرئيس في بغداد وبعض المحافظات”.
دعم وزارة التربية
ومضى بالقول: “نعمل مع وزارة التربية في لجنة تجهيز السبورات والكثير من الأمور للمدارس ، كما يسهم الجهد في وضع آليات لبناء المدارس ، والبحث عن أراض، وأخذ موافقات مديريات وزارة التربية لبناء المدارس وكذلك مساهمة الجهد واسعة في المراكز الصحية وتسجيل الأراضي وكل ما يتعلق بالمواطن “، لافتاً الى أن “التعاون والتنسيق مع المحافظين جيد وهناك ملاحظات على عدد منهم باستثناء محافظ بغداد فهو متعاون ولدينا تنسيق عال وجيد معه”.
المصدر: وكالة الانباء العراقية