تكثِّف الجهات الصحية في مدينة درنة شرقي ليبيا جهودها في نشر وسائل التعقيم، خاصة بعد الإعلان رسميا عن رصد “تلوّث جرثومي” في كل مصادر المياه الجوفية بالمدينة؛ نتيجة تحلّل جثث ضحايا فيضانات إعصار “دانيال”.
وفق بيان للإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي بوزارة الحكم المحلي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، فقد تم رصد “تلوث جرثومي” في جميع مصادر المياه الجوفية بدرنة جرّاء اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلل الجثث.
وقال مالك مرسيط، المتحدث الرسمي باسم مركز الطوارئ والدعم في وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية إن عمليات انتشار الجثث والبحث عن أخرى ما زالت مستمرة حتى الآن، مشيرا الى أنه تجري عمليات تعقيم تنفّذها فرقة متخصّصة، خاصة في المستشفيات ونقاط الإسعاف والمراكز الصحية لمنع انتشار الأمراض والأوبئة.
وأضاف أن فِرق التعقيم تحرص على تطبيق إجراءات التعقيم وتوفير المعقمات والكمامات في أماكن التجمعات مثل المآتم الجماعية التي تقام للضحايا حفاظا على سلامة الزوار، مؤكدا وصل فريق إسباني متخصّص في الوبائيات بعدما تواصل معه مركز الطوارئ والدعم، وزار الفريق عددا من الأماكن ومحطات المياه لأخذ عينات وتحليلها لمنع انتشار الأمراض، وحتى الآن لم تتبيّن نتائج العينات التي يعمل عليها الفريق الإسباني.
وفي 10 من أيلول الجاري، اجتاح الإعصار “دانيال” عدة مناطق شرق ليبيا؛ أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة.
في 16 أيلول، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق التي ضربتها الفيضانات، بعد ارتفاع عدد حالات التسمم بالمياه غير الصالحة للاستهلاك إلى 150 حالة.
وفق آخر إحصائية أعلنتها اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة التابعة للحكومة المكلفة من البرلمان، فإن عدد جثث الضحايا الموثّقين من جراء السيول في درنة، المتضررة الأكبر بين المدن، هو 3845 شخصا، بينما يجري توثيق آخرين.
ونتيجة تلوّث المياه ونقص الصرف الصحي، حذّرت الأمم المتحدة في بيان من خطر تفشي الأمراض والأوبئة، مؤكدة استمرار فريق المنظمة في العمل على منع انتشار الأمراض، قبل أن تفضي إلى أزمة مدمّرة ثانية في المنطقة.
وأطلقت المنظمة نداء عاجلا لجمع أكثر من 71 مليون دولار لضحايا الإعصار في ليبيا، بينما أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن غريفيثس، تقديم 10 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة الطارئة لدعم المتضررين.
المصدر: سكاي نيوز