مشاركة مختلف الأديان وطوائف الأمة الاسلامية لإحياء زيارة أربعينية الأمام الحسين (عليه السلام) مشاهد تتكرر سنوياً، مجمعين أن الأمام الحسين(ع), لا يقتصر على طائفة أو دين محدد، وأنما هو قدوة لجميع الإنسانية.
وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين، فيان فائق، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “مشاركتنا اليوم في مواكب الخدمة كمسيحيين نجسد فيها علاقة المحبة والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع العراقي، ونبعث رسالة لكل العالم بأن المسيحيين والمسلمين بجميع طوائفهم يجتمعون في كربلاء للمشاركة في هذه المناسبة وتقديم الخدمات لزائري الإمام الحسين(عليه السلام)” .
وأوضحت فائق، أن “هذا الموكب البسيط الذي حمل عنوان (حب الحسين يجمعنا) هو وقفة ضد كل الممارسات الفردية الخاطئة التي يقوم بها بعض الأشخاص المحسوبين على المسيحيين ضد الأديان الأخرى، لاسيما حرق القرآن الكريم”.
وأضافت، أن “تواجدنا اليوم في كربلاء المقدسة ومشاركة الاخوة المسلمين من الطائفة الشيعية بهذا المصاب الأليم، هو رسالة الى العالم أجمع مفادها بأن العراق آمن ومستقر وسيبقى آمنا ومستقراً على مدى الدهر”.
وأشارت إلى، أن “مشاركة مسيحيي الوسط والجنوب أخوتهم المسلمين ليست جديدة، وإنما كانت دائماً تتجسد في المواكب وفي المجالس العامة وفي البيوت من خلال إقامة التعازي، وهذا يؤكد أن الشعب العراقي بجميع طوائفه هو شعب متعايش مع بعض ومصاب أي مكون هو مصاب للمكونات الأخرى وبالتالي هذا هو موقفنا وموقف كل عراقي”.
من جانب آخر قال إمام وخطيب جامع نور الهدى في تكريت، ومدير مكافحة الإرهاب الفكري في محافظة صلاح الدين، الشيخ محمود أبو عجة الرفاعي: “انطلاقاً من حديث النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) (حسين مني وأنا من حسين)، وقوله (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، ولما أجمعت عليه الأمة الإسلامية على مكانة الإمام الحسين (عليه السلام) الدينية والاجتماعية التي حظيت بمقبولية لدى جميع الإنسانية، لذلك نقف اليوم متشرفين بخدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام) وباعثين رسالة الى جميع أنحاء العالم، أن العراقيين جسد واحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” .
ولفت إلى، أن “هذه المشاهد والشعائر الدينية تبعث روح الوحدة بين المسلمين، ولذا تجد اليوم أبناء المناطق الغربية والجنوبية كلهم يسيرون باتجاه أبا عبدالله الحسين (عليه السلام) هذا الامام الهمام الذي ابى ان يقبل على نفسه الظلم والفساد فقال: هيهات منا الذلة” .
وأكد الرفاعي “استلهام الأمة الإسلامية دروس الإباء والوفاء والجهاد والتضحية والإصرار على الحق من الإمام الحسين (عليه السلام)”، لافتاً إلى أن “ديوان الوقف السني متمثلاً برئيسه مشعان الخزرجي يقف اليوم في خدمة الزائرين، ووقوفنا شرف لنا، لأننا نعتقد يقينا أن في ذلك أجراً عظيماً وأن في ذلك رسالة كريمة نقدمها الى شعبنا العراقي مفادها بأننا شعب واحد وأن شعائرنا وديننا ومقدساتنا واحدة”.
المصدر : وكالة الانباء العراقية