أنهى مسبار عطارد BepiColombo ثالث رحلة طيران قريبة من الكوكب المستهدف، وكشف عن سطح مليء بالفوهات.
وتقترب المهمة الأوروبية/اليابانية المشتركة التي انطلقت في العام 2018 من المرحلة النهائية من رحلتها التي استمرت سبع سنوات عبر النظام الشمسي الداخلي، وخلال هذه الرحلة، يعتمد BepiColombo على جاذبية كواكب الأرض والزهرة وعطارد لإبطاء نفسه بما يكفي للانتقال من مدار الشمس إلى مدار عطارد في أواخر عام 2025.
وجرت أحدث مناورات مساعدة الجاذبية حيث حلق مسبار BepiColombo على بعد 236 كم (150 ميلا) من سطح عطارد، واستغل العلماء المسؤولون عن المهمة الفرصة لإجراء قياسات لبيئة أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس، والتقاط صور لسطحه المحروق.
وأصدرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أول هذه الصور الجديدة، بعد أقل من 24 ساعة من التحليق الأقرب للمسبار، وتكشف الصور ما وصفته وكالة الفضاء الأوروبية بأنه “مكافأة جيولوجية”، والمتمثل في عدد كبير من الحفر والتلال البركانية القديمة وتدفقات الحمم البركانية.
وأحد أكثر الميزات إثارة للفضول في الصور هي فوهة البركان التي حصلت للتو على اسم جديد، “إدنا مانلي” (Edna Manley)، نسبة لاسم فنانة جامايكية-بريطانية توفيت في عام 1987.
وقال ديفيد روثري، أستاذ علوم الأرض الكوكبية في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة، وعضو في BepiColombo Science Imaging في بيان وكالة الفضاء الأوروبية: “أثناء تخطيطنا لصور التحليق، أدركنا أن هذه الحفرة الكبيرة ستكون مرئية، لكنها لم تحمل اسما بعد، ومن الواضح أنها ستكون موضع اهتمام علماء BepiColombo في المستقبل، لأنها تكشف عن آثار مادة منخفضة الانعكاسية داكنة، قد تكون بقايا قشرة عطارد المبكرة الغنية بالكربون، بالإضافة إلى ذلك، غمرت الحمم البركانية الملساء أرضية الحوض داخلها، ما يدل على تاريخ عطارد المطول للنشاط البركاني“.
ورصدت المركبة الفضائية أيضا جرف “بيغل روبيس” (Beagle Rupes )، وهو جرف يبلغ طوله 600 كم (370 ميلا) تشكل منذ مليارات السنين عندما كان عطارد الشاب يبرد وينقبض.
واكتشف جرف “بيغل روبيس” بواسطة مهمة “مسنجر” (Messenger) التابعة لناسا والتي حلقت حول عطارد بين عامي 2011 و2015، ويتطلع العلماء إلى مقارنة المشاهد الملتقطة بواسطة هذه المهمة مع تلك التي تم التقاطها بواسطة BepiColombo.
وتكشف الصور أيضا عن مجموعة متنوعة من أحواض التصادم القديمة التي غمرتها الحمم البركانية خلال مليارات السنوات الأولى من عمر الكوكب، عندما كان لا يزال نشطا تكتونيا.
وقالت فالنتينا جالوتسي، عضو فريق BepiColombo، والعالمة في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية، في البيان: “هذه منطقة رائعة لدراسة التاريخ التكتوني لعطارد، ويظهر التفاعل المعقد بين هذه الأحواض التصادمية أنه بينما يبرد الكوكب ويتقلص، فإنه يتسبب في انزلاق القشرة السطحية، ما يخلق مجموعة متنوعة من الميزات الغريبة التي سنتابعها بمزيد من التفصيل بمجرد دخول المدار“.
ولم تتمكن المركبة الفضائية من التقاط الصور أثناء اقترابها الأقرب، حيث وصلت إلى الكوكب من الجانب الليلي، وتم التقاط أقرب الصور على مسافة 3500 كم (2170 ميلا) بعد 20 دقيقة من أقرب اقتراب.
المصدر: وكالات