أطلقت الثمانينيات جيلاً من ملحنين، جددوا في الذوق الغنائي العام، بطريقة ملتزمة من دون إسفاف، ومن بين هؤلاء الملحنين الذي ساهموا في صناعة الاغنية العراقية الاصيلة الملحن كريم هميم، الذي تميز بألحانه المتنوعة والمنسجمة مع مختلف الاصوات.
وقال هميم لوكالة الأنباء العراقية ( واع): “لحنت لأصوات أداؤها سهل وبسيط، وفصلت الأغاني على محدوديتها، بالمقابل لحنت أعمالاً صعبة، فيها نقلات مقامية لا تؤديها إلا حنجرة متمكنة، لكن تستهويني الأصوات التي تؤدي بحرفية عالية”.
وأضاف أن “الموسيقار فاروق هلال أستاذ جيلي كله، وهو شخصية قيادية فنياً، عملت عازفاً وملحناً في فرقة الغالي التابعة لاتحاد نساء العراق بإشرافه”، لافتاً الى أن”الفرقة كانت تضم نخبة من أمهر العازفين؛ لذلك شكلت مرحلة مهمة في حياتي المهنية والشخصية، من خلال برنامج “أصوات شابة” تعلمت فيها التناغم مع روح وشكل النص الشعري والقصيدة ومضمونها”.
وأفاد الفنان هميم: “يفترض بالملحن معرفة إمكانية المطرب الذي سيغني لحنه.. من حيث مساحة الصوت ومكامن الضعف والقوة فيه” منوهاً: “تذوقنا إبداعات من سبقونا من أساتذتنا الأفاضل، وليس هناك أي قطيعة.. وعلى الملحن أن يسمع السابقين كي يؤسس رؤية مختلفة.. لا تشبه ولا تقلد غيره، وهذا لا يعني عدم تذوقه لأعمال وألحان من سبقوه”.
وتابع: “أقترح تشكيل لجان متخصصة في اختبار الأصوات وفرز الجيد عن الضعيف وغير الصالح، كما جرت العادة سابقاً في كل الاذاعات والمؤسسات الفنية عراقياً وعربياً، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات التجارية والبرامج الربحية ضربت المقاييس الفنية والشعرية؛ لذلك لا يمكن السيطرة على انفلات من هب ودب في الغناء كما يشاء”.
وذكر : “لحنت الشعبي القريب من الناس والموشح؛ كوني كنت مدرساً في معهد الفنون ولحنت أعمالاً وطنية ومقدمات مسلسلات تلفزيونية، منها (فاتنة بغداد.. عفيفة إسكندر)، بصوت أصيل هميم.. تمثيل إيناس طالب، ومقدمة مسلسل (أبو طبر) بصوت الفنان ياس خضر، ومؤخراً تستهويني قراءة القصائد الفصحى فلحنت من شعر سلام قزاز (سوف أرحل) للفنانة ميادة الحناوي وقصيدتين للفنانة لطيفة التونسية، ومن شعر جواد الحطاب وللشاعر اليمني أمين الخنشلي، لحنت: (عش الغرام)”.
المصدر : وكالة الانباء العراقية