دعا المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء، اليوم الاثنين، إلى عدم التصعيد واحترام إرادة الشعب، وإلى اعتماد المبادرات الوطنية وصوت الحكماء وجهود المخلصين.
وذكر المجمع في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه “لا يخفى على الجميع أن بلدنا الحبيب يمر بمرحلة عصيبة وظرف حساس للغاية لا يخلو من مخاطر تهدد مستقبل البلاد والعباد، وأن ما وصل إليه العراق من تدهور وانحطاط في كل ما يخدم الشعب، ولم يعد المواطن العراقي ينعم بالحياة الكريمة والمستقبل المشرق، فذلك كله سببه النظام السياسي القائم على المحاصصة الفئوية والحزبية الضيقة والتوافقية النفعية”.
وأضاف، أنه “لا شك أن تراكمات الاخفاقات طوال السنوات الماضية ولدت تفاقماً ونقمة لدى الفرد العراقي، ولم يعد هذا النظام يلبي احتياجات الشعب وتطلعات الأجيال، وأصبح الشعب يحصد الظلم والبطالة والعوز والفقر، واستمرت الفوضى والبطالة والعوز في حياة الناس إذ لا يزال عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين والنازحين فضلا عن العاطلين والمهمشين يعانون وأسرهم الأمرين”.
وتابع أنه “لذا لا بد من تحمل المسؤولية التاريخية أمام الله تعالى ثم أمام الشعب، ومن قبل جميع الجهات المعنية ليقفوا وقفة تاريخية ملؤها الحكمة وضبط النفس بعيداً عن العنف والاحتراب واختلاق أسباب الفوضى هنا أو هناك، بل لا بد أن يحدوهم الحوار الوطني وهدفهم الحفاظ على وحدة الوطن وسيادته وتنمية ثرواته غير متناسين محاسبة الفاسدين والعابثين في أمن البلد وتبديد ثرواته ومستقبل أجياله، والتطلع إلى عهد جديد تصنعه وجوة مشرقة وأيد كفوءة ومخلصة لم تلوث بالعنف والطائفية والإرهاب والفساد والظلم والاقصاء”.
ونوه بأنه “في ظل هذا الوضع الحرج يحذر المجمع الفقهي العراقي من تداعيات اعتماد لغة العنف وإراقة دماء الأبرياء، ومن استغلال هذا الظرف لإحداث فتنة من أطراف متطرفة ومندسة، فإنه يدعو الجميع إلى عدم التصعيد واحترام إرادة الشعب، وإلى اعتماد المبادرات الوطنية وصوت الحكماء وجهود المخلصين بعيداً عن المشاريع والأجندات التي لا تريد خيراً لهذا الشعب الأبي”.
وختم بأنه “حفظ الله العراق وأهله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين”.