تسببت أزمة المياه الخانقة التي تمر بها البلاد على خلفية التناقص الكارثي بالحصص المائية الممررة من دول الجوار، والجفاف للموسم الثالث على التوالي نتيجة شح هطول الأمطار، في معاناة ألقت بآثارها الخطيرة على مواطنيها، لاسيما الفلاحين المعتمدين بمعيشة عوائلهم على ما يزرعونه خلال الموسمين الشتوي والصيفي. وتبنت الحكومتان المركزية والمحلية نتيجة لذلك برامج عاجلة لإنقاذ القطاع الزراعي في البلاد، والوقوف بجانب أصحاب الأراضي لإنجاح الموسم الصيفي الحالي، مثل الخطة التي أعدتها مديرية الموارد بالنجف الأشرف، بحسب مديرها شاكر فايز العطوي.
وبين لـ”الصباح”: أن الخطة تضمنت تقليص المساحات الزراعية لمحصول الشلب إلى ستة آلاف و500 دونم بنسب ثابتة بين المناطق على العمود الرئيس لنهر الفرات من دون الدخول إلى الفروع، لعدم القدرة على تأمين المياه لها.
وأضاف أنها اشتملت كذلك على نصب مضخات على الجداول ذات المنسوب العالي، واتباع نظام المراشنة، وزراعة الخضر بمساحة لا تزيد على 25 ألف دونم، وكري الجداول ورفع التجاوزات عنها، فضلا عن حفر 100 بئر بالمناطق النائية، داعيا إلى الإسراع بالتحول من الري المفتوح إلى المغلق، لكونه يقلل من هدر المياه والتبخر ويمنع التجاوز على الحصص المحددة.
وإلى محافظة ذي قار، التي أعلنت خطوات في السياق ذاته، لمعالجة شح المياه الشديد لاسيما في قضاء الفهود.
وقال مدير المكتب الإعلامي للمحافظة كاظم صبار لـ”الصباح”: إن المحافظ محمد الغزي وجه بتجهيز مضخات جديدة لمناطق عدة من التي لا تصلها مياه الشرب، وكذلك تزويد المضخات المائية بالوقود لتشغيلها من دون انقطاع.
وأضاف أن المحافظ وعقب لقائه وفدا من أهالي القضاء وشرحهم له معاناتهم من تلوث المياه الذي تسبب بأمراض خطيرة، وعدهم بنصب مضخات جديدة إلى جانب تحسين نوعية المياه لحين تأمين الإطلاقات المائية من قناة البدعة.
وتعاني غالبية قرى ومدن ذي قار من نقص حاد بالمياه، الذي عزته وزارة الموارد المائية إلى انخفاض التصاريف الواردة لها من نهري الفرات والغراف.
المصدر : جريدة الصباح