تراقب منظمة اليونسكو بقلق بالغ عبر الأقمار الاصطناعية النظام الإيكولوجي للأهوار بعد موجة الجفاف التي تتعرض لها، بينما حذر خبراء بيئيون من الخطر المحدق الذي يهدد وجود الأهوار على اللائحة العالمية .
وقال رئيس منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي لـ”الصباح”، “فعليا الأهوار في خطر حقيقي وسط لا مبالاة من المسؤولين عن ملف إدارة المياه في البلاد”، لافتا إلى أن “مكانتها باتت مقلقة لدى اليونسكو التي وضعتها ضمن لائحة التراث العالمي”.
وأضاف أن “منظمة اليونسكو تتابع عبر الأقمار الصناعية ما آلت إليه حالة أهوار العراق من جفاف شل حياة السكان وألحق أذى بالغا بالحيوانات والأسماك التي تعد مصدر رزقهم الوحيد ، بعد انخفاض منسوب مياه نهر الفرات في الجبايش إلى أقل من 78 سم فوق مستوى سطح البحر، بينما تستمر الملوحة بالارتفاع كلما انخفضت مناسيب المياه، ما يجعل قطعان الجواميس غير قادرة على البقاء
فيها”.
ولفت الأسدي إلى أن “منظمة اليونسكو ألزمت العراق بجملة من التعهدات، مقابل التصويت على ضم الأهوار إلى لائحة التراث العالمي بينها ترميم هذه المناطق وإزالة التجاوزات، وتسهيل عودة سكانها الأصليين، بالإضافة إلى تطوير الجانب السياحي، إلا أن أيّاً من هذه الشروط لم يتحقق خلال الفترة الماضية، وهو ما يزيد من مخاوفنا من إزالتها عن لائحة التراث العالمي”.
إلى ذلك، أكد رئيس منظمة جلجاموس علي المسافري “استمرار نزوح مربي الجاموس من مناطق واسعة في الأهوار إلى مناطق وسط وشمال البلاد وقريبا من الأنهار بحثا عن المياه”، محذرا من “هجرة جماعية لسكان المنطقة الأصليين، وهو ما يعد تخليا من الحكومة العراقية عن واحد من أهم التزاماتها تجاه منظمة اليونسكو وسببا لإخراج الأهوار من لائحة التراث العالمي، وفي حال خرجت الأهوار منها ستكون نكسة كبرى لسمعة البلاد”.
وطالب المسافري “المسؤولين بالعمل على إعادة الحياة إلى الأهوار ومعالجة الجفاف الذي حول المروج الخضراء في أهوار جنوبي العراق إلى صحار قاحلة تئن تحت وطأة العطش”.
المصدر : جريدة الصباح