بعد ساعةٍ من إعلان النبأ السعيد الذي باركه رئيسا الجمهوريَّة برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي؛ باحتضان البصرة بطولة “خليجي 25″، شنّت صفحات مموَّلة ووكالات محلية معروفة التوجّه تسندها شخصيات سياسية، حملة تشويه وتشويش وتضليل استهدافاً للبصرة كنوع من التعكير والعرقلة، وذلك بتغطية نزاع عشائري عادي ومحدود في أطراف المحافظة وتصويره للمتابع وكأنه “الحرب العالمية الثالثة”، بينما أكدت قيادة عمليات البصرة أنه تم احتواؤه في ساعتها، مستنكرةً حملات التضليل والكذب من بعض المغرضين.
وقال محافظ البصرة، المهندس أسعد العيداني، في حديث لـ”الصباح”: إنَّ “جميع الاستعدادات تامة لإقامة بطولة الخليج في البصرة، ونمتلك مختلف المنشآت الرياضية، وأنجزنا كل مستلزمات البنى التحتية التي تساعد على إنجاح البطولة، (وحيا الله جميع الأشقاء)”، مبيناً أنَّ “هناك لجنة ستشكل برئاسة رئيس الوزراء لإكمال جميع المتطلبات لإنجاح بطولة الخليج، وستبدأ اللجنة العمل قريباً لتكون هي الراعية والمنفذة للبطولة”.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب عن محافظة البصرة، أحمد طه الربيعي، في حديث لـ”الصباح”: إنَّ “الوضع الأمني في البصرة مستقر بدرجة كبيرة جداً، وهو ملائم من الناحية الأمنية لاحتضان خليجي 25″، مبيناً أنَّ “جميع الملاعب والبنى التحتية والخدمية جاهزة لاستقبال ضيوف البطولة الخليجية”.
ولفت إلى أنَّ “ما يثار من عدم استقرار أمني في البصرة ما هو إلا هجمات لها دوافع مغرضة وليس لها واقع”، مستدركاً أننا “لا ننفي وجود بعض النزاعات العشائرية إلا أنها ضئيلة جداً ولا تؤثر في الوضع الأمني العام في البصرة وموضوع استقبال خليجي 25”.
بدوره، أشار المحلل السياسي، عمر الناصر، في حديث لـ”الصباح” إلى أنَّ “من يريد المقارنة الفعلية والعملية للعراق ودوره الريادي والقيادي، سيجد أنه كان سابقاً يتصدر النفوذ العربي الإقليمي، بينما اليوم يجد العكس، وكلما كانت هناك تحركات باتجاه جعل العراق قطباً صعباً في المعادلة السياسية بين دول الشرق الأوسط، نجد أنَّ بعض الأطراف تحاول تحييده وجعله بلداً تابعاً وضعيفاً”.
ولم يستبعد الناصر أن “يكون الإخلال بالوضع الأمني في محافظة البصرة ملفاً سياسياً بامتياز، وعلى الرغم من أنَّ الوضع الأمني حالياً أفضل بكثير مما كان عليه سابقاً، إلا أنَّ هناك بعض الأوراق التي لم تستخدم بعد قد تسعى بعض الأطراف الدولية والخارجية لتحريكها لغرض زعزعة الداخل العراقي وإرباك عملية الاستقرار من أجل العدول عن قرار جعل البصرة المدينة المضيفة لخليجي 25”.
من جانبه، قال الخبير الستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي، في حديث لـ”الصباح”: إنَّ “التصعيد مفتعل وتقف خلفه جهات سياسية”، مبيناً أنَّ “الاستهداف هو لنشاط مطلوب جماهيرياً يعزز من دور العراق في الحضور إقليمياً وحتى دولياً، على اعتبار أنَّ مثل هكذا نشاطات وإن كانت إقليمية تجري تغطيتها دولياً”.
ولفت إلى أنَّ “الأهم أنَّ هذا النشاط مع دول الخليج، ومعنى ذلك أنَّ هناك جهات ترغب في السيطرة وفرض الهيمنة على البصرة خصوصاً والجنوب عموماً ولا ترغب في انفتاح هذه المحافظات على الخليج”.
ورأى أنَّ “ظهور مثل هكذا أحداث في هذا التوقيت ليس بريئاً وليس وليد الصدفة أو نتيجة لأزمة معينة، ولكن هناك مبالغة بشكل كبير جداً في ما تم تداوله بالحديث عن استخدام طائرات مسيرة وسلاح ثقيل وهاونات”.
وأضاف الشريفي أنَّ “الوقت حان لأن نكون أقوياء وجريئين في المواجهة بدءاً من تشخيص الجهات السياسية ومن يقف خلفها، وأن نتحدى مثل هكذا إرادات وأن نمضي باتجاه أن تقام هكذا نشاطات رياضية نزولاً عند رغبة الشعب وأيضاً للحفاظ على هيبة الدولة واحتراماً للتوازنات الإقليمية والخيارات الوطنية بالنسبة للعراق”.
المصدر : جريدة الصباح