بعد مضي أشهر على طرح عدة مبادرات لحل الأزمة السياسية القائمة، تراجعت الحظوظ بإيجاد مخرج للانسداد الحاصل، ما دفع معه إلى الاكتفاء بمحاولات لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين المتصارعين، بينما ينتظر أن تطلق جهات سياسية مبادرات جديدة، يبدو أنها ستنتهي بالتوافق مثل كل مرة سابقة، بينما الأنظار تتجه صوب المبادرتين الجديدتين سواء الكردية أو من الإطار التنسيقي.
وقال النائب عن تحالف الفتح، رفيق الصالحي، في حديث لـ”الصباح”: إن “المتغيرات بعد التوافق والتصويت على قانون (تجريم التطبيع)، جعلت جميع الكتل السياسية أمام خيار واحد وهو خيار الوطن أولاً” .
وأضاف، أن “تحالف الفتح المنضوي في الإطار التنسيقي ماضٍ في تقريب وجهات النظر وفق الثوابت الوطنية والاستحقاقات المكوناتية لأن الوضع بشكل عام لا يتحمل المزيد من المبادرات الجديدة، وكل الخطوط السياسية والبوابات والمسارات تعمل على تقريب وجهات وهي الخطوات التي ترتكز عليها جميع المبادرات” .
وبين أن “مبدأ تقريب وجهات النظر هو بحد ذاته نقطة مهمة ومبادرة نوعية تحقق أهدافها في تكوين حالة من التفاهم والانسجام السياسي والانطلاق نحو مرتكزات أساسية في وضع الأسس لحكومة متماسكة ذات أولويات ومهام تصب في الصالح العام”، وأشار إلى أن “تقريب وجهات النظر من خلال المبادرات هو حل للتوافق فقط” .
في غضون ذلك، دعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، القوى السياسية كافة، إلى إعادة النظر بالمبادرات المطروحة والوصول لاتفاق ينهي الأزمة الراهنة، جاء ذلك خلال استقباله في مكتبه السفير الروسي لدى العراق، ايلبروس كوتراشيف، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس ائتلاف دولة القانون.
وأكد المالكي أهمية “استقرار البيئة السياسية في العراق وحمايتها من التدخلات الخارجية والمشاريع التي تستهدف إحداث شرخ داخل مكوناته السياسية والاجتماعية”، داعياً جميع القوى السياسية إلى “إعادة النظر في المبادرات المطروحة بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية الراهنة” .
إلى ذلك، كشف النائب عن تحالف الفتح المنضوي في الإطار التنسيقي علي تركي الجمالي، عن مبادرة جديدة يعتزم تحالف الفتح إطلاقها بالفترة المقبلة لإنهاء حالة الانسداد السياسي.
وقال الجمالي في حديث صحفي: إن “الإطار التنسيقي سعى منذ بداية الأزمة إلى إطلاق المبادرات والدعوات إلى الحوار بغية إنهاء حالة الانسداد السياسي”، مبيناً أن “تحالف الفتح أعلن عزمه طرح مبادرة جديدة لفك حالة الاختناق والانسداد بالعملية السياسية لكنها حتى اللحظة لم تطرح بشكل رسمي”.
وأضاف، أن ” بعض مضامين المبادرة هي الثوابت الأساسية التي من بينها حفظ حق المكون بتشكيل الكتلة الأكبر، أما قضية الاستحقاقات الانتخابية وهي العنوان الآخر، فهي قضية أخرى لا نحتاج للدخول في تفاصيلها والمتعلقة بحصة كل كتلة سياسية من الوزارات وغيرها، فإن تحالف الفتح سيتركها للجانب الآخر لكون الطرف الآخر يريد الاستحواذ على السلطة” .
ورأى أن “المبادرة ستكون خطوة مهمة، وتحاول أن تقضي على ما يروّج له من وجود اقتتال شيعي شيعي وتسعى لإنهاء حالة الانسداد السياسي” .
من جانبه، ذكر القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب محمد الصيهود، أنه لا بديل عن المضي بالحوارات السياسية لغرض تشكيل الحكومة، بينما أشار إلى أن هناك تأثيرات لعدم تشكيلها.
وقال الصيهود: إن “التحالف الثلاثي يمتنع عن الحوار برغم المبادرات التي طرحت سابقاً من الإطار التنسيقي وبالتالي فإن بقاء الحال على ما هو عليه لا يخدم الجميع .
وأضاف أنه برغم هذا فإن باب الإطار مفتوح ولابد من أن نذهب مع الشركاء لتشكيل حكومة توافقية تخدم المجتمع العراقي وتلبي طموحه، وبالتالي فإن تأخير تشكيل الحكومة أخر الموازنة لهذا العام في الأقل، وبرغم أن التأثير لم يكن كبيراً لكون الحكومة تسير رواتب الموظفين وهناك آليات صرف مسموح لها القيام بها.
وتابع أنه “علينا أن ننهي دور حكومة تصريف الأعمال التي يريد البعض إبقاءها وبالتالي نتوجه لتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات.
المصدر : جريدة الصباح