يبدو أن زعيم المستقبل ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد حسم أمره بعدم الخضوع للضغوط الكبيرة التي تمارس ضده من أجل الخروج بموقف يدعو خلاله الجمهور (السني) بالتوجه إلى مراكز الإقتراع يوم 15 الشهر الجاري بعد قراره المعروف بمقاطعة الانتخابات والدعوة إلى تياره بعدم الترشح أو الاقتراع وهو ما أثار حفيظة المملكة العربية السعودية وعدّت ذلك فراغاً متعمداً من قبل الحريري “ يخدم الخصوم” كما ذكرت الصحافة السعودية التي شنت هجوماً قاسياً على زعيم تيار المستقبل.
وعلى الرغم من أن الانتخابات أصبحت قريبة جداً ولم يعد يفصلنا عنا سوى ثلاثة أيام وعلى الرغم من حدة الضغوط فأن أوساط تيار المستقبل أكدت أمس الأربعاء أن موقف الحريري مازال كما هو من المقاطعة ترشيحاً واقتراعاً ولم يطرأ أي جديد بهذا الاتجاه، كما أن قيادات المستقبل ملتزمة بقرار زعيمها الحريري بتعليق العمل السياسي والانتخابي وعدم الاقتراع في الانتخابات في السياق
نفى عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي وجود أي تغيير في موقف الحريري قائلاً: حتى الساعة لم يرد أي شيء من قبل الحريري، لكنه في الوقت نفسه لم يطلب من أحد مقاطعة الانتخابات ولا يوجد في كل بياناته أي قرار بالمقاطعة.
لكنه أشار إلى أن الحريري لا يستطيع أن يطلب من جمهوره المشاركة فهو ترك الخيار للناس كما تركه للنواب وعن رأيه بمشاركة مناصري تيار المستقبل في الانتخابات وما يتم تداوله من مقاطعة تجلت في اقتراع المغتربين، لفت عراجي إلى عدم وجود أرقام محددة تظهر نسبة المشاركة لدى الطوائف، ولم تحصل عملية فرز لمعرفة اذا كانت هناك مقاطعة أم لا، وأثنى عراجي على الحماس الذي أظهره المغتربون بممارسة حقهم الطبيعي في الانتخابات، وكانت النتيجة مقبولة جداً والإقبال على الاقتراع أيضاً جيد، على الرغم من أنها المرة الثانية التي يشارك فيها المغتربون بالانتخاب، متوقعاً زيادة المشاركة في الاستحقاقات المقبلة وبالأخص متى تم اعتماد الميغاسنتر.
إلى ذلك علمت «الصباح» أن الأخبار التي تم تداولها في بيروت مؤخراً بأن الحريري سيزور لبنان قبيل الانتخابات قد تبخرت وأصبح في شبه اليقين بأن زعيم التيار الأزرق لن يقدم إلى بيروت قبل الانتخابات كي يطلق الموقف المطلوب منه سعودياً وستكون له زيارة إلى لبنان بعد الانتخابات لترتيب أوراق تياره السياسي في ضوء المعطيات التي ستفرزها المرحلة الأمر الذي سيكرس القطيعة الكاملة مع رموز المستقبل الذين تبنوا اللوائح الانتخابية خلافاً لرغبة الحريري مثل رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة ونائب رئيس تيار المستقبل، المستقيل الدكتور مصطفى علوش.
في غضون ذلك أصبح في حكم المؤكد بأن بابا الفاتيكان البابا فرنسيس قد قام بتأجيل زيارته المرتقبة إلى لبنان إلى إشعار غير مسمى والأسباب كما تم ذكرها هي أسباب صحية فيما ذكرت مصادر لبنانية أمس الأربعاء بأن زيارة البابا من المستبعد حصولها قبل شهر أيلول المقبل في حين أعلن وزير السياحة المهندس وليد نصّار في بيان له، أن لبنان تلقى رسالة من دوائر الفاتيكان تبلّغ فيها رسمياً قرار إرجاء زيارة الحبر الأعظم المقرّرة إلى لبنان، على أن يتم الإعلان عن الموعد الجديد للزيارة فور تحديده، وأشار نصّار إلى أنّه قد تمّ إرجاء الزيارات الخارجية والمواعيد المقرّرة في برنامج قداسة البابا فرنسيس لأسباب صحّية، متمنياً لقداسته الشفاء العاجل.
يذكر أن نصار يتولى مسؤولية رئيس اللجنة الوطنية العليا للإعداد لزيارة البابا فرنسيس للبنان.
المصدر : جريدة الصباح