رفع تمسك القوى السياسية الرئيسة بمواقفها المعروفة منذ أشهر وعنادها في رفض التحاور في ما بينها، من حالة الانسداد والانغلاق الذي تسيّد المشهد العراقي طيلة الفترة الماضية، وفي هذه الأجواء، كشفت مصادر مقربة من الإطار التنسيقي الذي طرح مبادرة لحل الأزمة، عن أنه سيوفد قيادات رفيعة المستوى للتفاوض مع الكتل الرئيسة لاسيما مكونات التحالف الثلاثي، بينما يخيم التشاؤم على فرصة ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية في اليوم الأخير بالمهلة الممنوحة للبرلمان في يوم الأربعاء المقبل 6 نيسان.
وقال عضو التيار الصدري المشارك في التحالف الثلاثي، صفاء الأسدي لـ”الصباح”: إنه بعد العجز في تحقيق نصاب الثلثين اللازم في انتخاب رئيس الجمهورية كان لا بد من إيجاد مخرج لأن الانسداد السياسي كان سيد المشهد، لذلك كانت مبادرة السيد الصدر.
وأشار إلى أن مبادرة السيد الصدر بالانسحاب وتحديد مدة زمنية بـ40 يوماً لتشكيل الحكومة، كانت رسالة مهمة للإطار التنسيقي وفسح المجال لهم للتفاوض مع جميع الكتل السياسية بما لديهم من آراء وأفكار ومشاريع لكي يجمعوا النصاب اللازم، والتيار الصدري يذهب إلى المعارضة وسيتحقق حتماً ما نسعى إليه من حكومة أغلبية بغض النظر عمن يشكل الحكومة.
وأكد أننا لن نقبل بتغييب صوت المعارضة ونحتاج إلى صوتها في مراقبة الأداء الحكومي.
بدوره، أشار المحلل السياسي جاسم الموسوي في حديثه لـ”الصباح”،إلى أنه من واقع حال المشهد السياسي العراقي تشير البوصلة إلى أن القوى السياسية ستقدم تنازلات في ما بينها بالشكل الذي تربح فيه الكتل السنية والكردية، وأي الفريقين الشيعيين سيقدم التنازلات يمكن أن ينجح في تشكيل حكومة .
وأضاف، أنه لا يوجد قاسم مشترك بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري في تشكيل الحكومة، وهناك عناد سياسي والكل يختبر بعضه البعض وسنصل إلى يوم 6 نيسان من دون أن تتمكن القوى السياسية من ترشيح رئيس الجمهورية، ما يمثل حدوث خرق دستوري وقانوني جديد سيعطل العملية السياسية.
من جانب آخر، قال مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية الدكتور غازي فيصل حسين في حديث لـ”الصباح”: إن المبادرة التي أطلقت من قبل الإطار التنسيقي في الواقع أهملت الستراتيجية الشاملة التي قام بطرحها التحالف الثلاثي لإنقاذ العراق والتي عالجت عدة أمور مهمة مثل الفساد وتدمير الاقتصاد والسلاح المنفلت.
ونوّه بأن الإطار التنسيقي لا يدرك حتى هذه اللحظة جوهر التباين المنهجي بين الإطار والتحالف الثلاثي، فعندما يستمر الإطار باعتماد نفس المنهج من دون إجراء تغييرات جوهرية فإنه من الأكيد أن التحالف الثلاثي لن يتوصل إلى تحالف ستراتيجي وطني مع الإطار.
في غضون ذلك، نقلت وكالة “شفق نيوز” الكردية عن مصدر من الإطار التنسيقي، لم تسمه، أن القياديين في الإطار هادي العامري، وفالح الفياض يعتزمان إجراء لقاءات متعددة مع الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكرديين وتحالفي السيادة وعزم السنيين، وذلك بعد تغريدة زعيم التيار الصدري الأخيرة.
وأعلن الإطار التنسيقي، أمس الأول الجمعة، رؤيته لمعالجة الانسداد السياسي، التي ترتكز على عدة أسس سيقدم الإطار تفاصيلها في حواراته مع القوى السياسية، بينما دعا جميع المخلصين إلى “تحمل المسؤولية وعدم الإصرار على معادلة كسر الإرادات التي من شأنها أن تزيد المشهد تعقيداً بدون جدوى والمتضرر الوحيد منها هو الشعب العراقي.
المصدر : جريدة الصباح