انتقدت باريس التصعيد في التصريحات بين الرئيسين الأميركي والروسي، بينما أكدت الحكومة الألمانية أن البلاد مقبلة على ظروف صعبة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “تصعيد” كلامي مع موسكو، بعد أن وصف نظيره الأميركي جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه جزار لا يجوز أن يبقى في الحكم .
وقال ماكرون في حديث إلى قناة فرنسا 3، إنه يرى مهمته، في ما يخص العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في بلوغ وقف لإطلاق النار أولا ثم تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أوكرانيا بأساليب دبلوماسية، مضيفا: إذا كنا راغبين في فعل ذلك، فيتعين علينا الامتناع عن التصعيد سواء بالأقوال أو الأفعال.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه يعتزم إجراء اتصال جديد مع بوتين في غضون اليومين القادمين، بغية مناقشة الجهود الرامية إلى إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول الساحلية التي تشهد في الفترة الأخيرة مواجهات ضارية ترافقها عمليات قصف مكثفة.
وأكد ماكرون أنه يناقش مع الإدارة الأوكرانية في ماريوبول كيفية تنظيم عملية إجلاء جميع الراغبين في مغادرة المدينة، وشدد على ضرورة فعل ذلك على وجه السرعة خلال الأيام القليلة القادمة، نظرا لضراوة الاشتباكات وكثافة القصف.
في غضون ذلك، اعتبر الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن الصعوبات والمشكلات الناجمة عن أحداث أوكرانيا، لن يتفاداها الشعب الألماني.
وقال شتاينماير في رسالة مصورة وجهها أمس الأحد إلى المشاركين في حفل موسيقي أقيم تضامنا مع أوكرانيا: “نعم، الأيام الصعبة قادمة إلى ألمانيا أيضا. الأيام التي تغير العالم وتغيرنا – ربما بسرعة أكبر مما كنا نعتقد أنه ممكن. ولا يزال هناك كثير من الصعوبات بانتظارنا .
وتابع: على الرغم من كل الجهود الدبلوماسية.. ستكون هناك حاجة إلى تضامننا وتعاضدنا، وصمودنا واستعدادنا لتحمل تقييدات لفترة طويلة قادمة.
وذكرت الرابطة الألمانية للمنتجين الزراعيين يوم الجمعة، أنه لا يمكن استبعاد “قفزة غير مسبوقة في أسعار المواد الغذائية في البلاد، بسبب ارتفاع تكاليف الوقود والخدمات اللوجستية بالنسبة للمنتجين.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت قاعدة وقود كبيرة ومصنعا لتصليح وتحديث المعدات العسكرية بالقرب من مدينة لفوف في غرب أوكرانيا، باستخدام أسلحة عالية الدقة. وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية أمس الأحد، إن الجيش الروسي يواصل عملياته الهجومية في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وأكد كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت بأسلحة جوية بعيدة المدى عالية الدقة، قاعدة وقود كبيرة بالقرب من مدينة لفوف، كانت توفر الوقود للقوات الأوكرانية في المناطق الغربية من البلاد، وكذلك في منطقة العاصمة كييف.
كما دمرت القوات الروسية بصواريخ مجنحة عالية الدقة مصنعا في لفوف كان يقوم بتصليح وتحديث أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز Tor وS-125، ومحطات رادار للقوات الجوية الأوكرانية ومعدات للحرب الإلكترونية وأجهزة تصويب للدبابات.
وذكر المتحدث أنه تم أيضا تدمير مستودع صواريخ لمنظومات S-300 وBuk المضادة للطائرات في بلدة بليسيتسكوي قرب كييف، وذلك باستخدام أسلحة عالية الدقة بعيدة المدى من قواعد بحرية.
وخلال اليومين الماضيين، استهدفت الضربات الجوية الروسية 67 منشأة عسكرية في أوكرانيا، بينها مركزان للقيادة، وثلاثة مستودعات ميدانية للأسلحة والذخيرة، و11 نقطة محصنة للوحدات الأوكرانية، و20 موقع تمركز للمعدات العسكرية، بينما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 18 طائرة أوكرانية مسيرة خلال الليلة الماضية.
وبلغ إجمالي الأهداف الأوكرانية التي تم تدميرها منذ بدء العملية، 289 طائرة مسيرة، و1656 دبابة مدرعة، و169 راجمة صواريخ، و684 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، و1503 قطع من المركبات العسكرية الخاصة.