أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ، اليوم الثلاثاء ، أن التعداد السكاني خطوة حضارية وتنموية مهمة ، فيما أشار إلى عدمُ الإنصاتِ للشائعاتِ التي تبعدُ التعدادَ عن أغراضهِ التنموية ، عبرَ ربطهِ بقضايا تتعلقُ بالضرائب ، أو الحمايةِ الاجتماعية.
وقال السوداني في كلمة له بمناسبة إجراء التعداد السكاني تابعتها وكالة الأنباء العراقية (واع): ” يوم غدٍ نخطو معاً خطوةً حضاريةً وتنمويةً مهمةً طال انتظارُها ، بإجراءِ التعدادِ العامِ للسكّانِ والمساكن ، بعد أن تأخرَ سنواتٍ عدّة ، وبعد أن مضت سبعةٌ وثلاثون عاماً على آخرِ تعداد شاملٍ لعمومِ العراق ” ، لافتاً إلى أنه ” نُفذَ في عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وسبعةٍ وثمانين، وتعدادِ عامِ ألفٍ وتسعِمئةٍ وسبعةٍ وتسعين ، الذي لم يشملْ إقليمَ كردستانِ العراق.
وأضاف: ” مثلما عملنا واجتهدنا في ظلِّ البرنامجِ الحكومي ، لتلبيةِ الأولوياتِ ذاتِ الأهميةِ القصوى ، وكلِّ ما يلبي تطلعاتِ واحتياجاتِ أبناءِ شعبنا ، نَشرعُ اليومَ في تنفيذِ التعدادِ العامِ للسكّان ، لاستكمالِ تلك الأولويات ، وضمانِ حقوقِ المواطنينَ في الخدماتِ العامة ، ومن أجِلِ ضبطِ التنميةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ وفقَ رؤيةٍ علميةٍ ورقميةٍ حديثة ، وسدِّ الفجواتِ المعلوماتيةِ في العملِ الخدمي والتخطيطِ العامِ وصناعةِ القرارِ الوطني”، مبيناً أنه ” حين عَرضنا على شعبِنا الكريم ، بلغةِ الأرقام ، ما تمَّ إنجازه ، وكذلك طالبنا الأجهزةَ الرقابيةَ والتشريعية أن تعتمدَ الأرقامَ في تقييمِ الأداء ، فإننا اليومَ نؤسسُ لمعاييرَ رقميةٍ رصينة ، وأنْ يُصبحَ التعدادُ العامُّ للسكّانِ والمساكنِ أداةً عِلميةً حديثةً في التخطيط ، ووسيلةً للتطويرِ والتقدّم ، تبعدها بعيداً عن التقديراتِ والاجتهادِ غيرِ المُستندِ إلى الحقائق “.
ولفت إلى أنه ” اتخذنا قرارَ تنفيذِ التعداد لأننا نثقُ بقدراتِ أجهزتنا الحكومية ، ونحن مُصممون على خدمةِ شعبنا وفقَ أرقى المناهجِ العلمية ، ولنتمكنَ من تشخيصِ نقاطِ الخلل ، ووضعِ الخدماتِ الصحيحةِ للمواطن ، واعتمدنا أفضلَ الوسائلِ الحديثةِ لإجراءِ التعدادِ بصورةٍ علمية إلكترونيةٍ دقيقة ، لتكونَ النتائجُ في خدمةِ حاضرِ العراقيين ومستقبلهم ” ، موضحاً أن ” قاعدةُ البياناتِ القيّمةِ ستكون بخدمةِ مؤسسات الدولة ، مثلما ستسهمُ هذه البياناتُ في دعمِ حقِّ الشرائحِ الأكثرِ حاجةً إلى الخدمة ، وتوجيهِ الخدماتِ إلى الأكثرِ استحقاقاً ، وتشخيصِ بؤرِ الأزماتِ الحياتية ، ورسمِ خريطةِ العراقِ التنموية “.
وبين أن ” التعدادَ ليس مجرّدَ أرقامٍ تتراكم ، بل هو الحدُّ الفاصلُ بين التخمينِ والحقائق ، ووسيلةٌ حاسمةٌ لتحديدِ القراراتِ الحيويةِ والفعالة ، لعلَّ من أهمّها ضمانَ توزيعِ المواردِ والخدماتِ بين المحافظاتِ وفقَ قواعدَ أكثرِ عَدالةً ” ، مشيراً إلى أنه ” لإنجاحِ هذه العمليةِ المتميزة، فإنَّ المواطنَ مدعوٌّ إلى التعاونِ مع الفرقِ المكلفةِ بإجراءِ التعداد ، والالتزامِ بحظرِ التجوال، والإدلاءِ بالمعلوماتِ الصحيحة ، من أجلِ ضمانِ الحقوقِ في التعليمِ والعملِ والخدماتِ والصحّةِ و باقي مجالاتِ التنمية، وكلِّ ما مطلوبٌ من الدولةِ أنْ تخططَ له”.
وتابع : ” منَ المهمِّ عدمُ الإنصاتِ إلى الشائعاتِ التي تبعدُ التعدادَ عن أغراضهِ التنموية ، عبرَ ربطهِ بقضايا تتعلقُ بالضرائب ، أو الحمايةِ الاجتماعية ، وهذا ليس لهُ أيُّ أساسٍ من الصحة ، فالتعدادُ ركيزةُ التطويرِ والتقدّمِ والارتقاءِ الإداريّ والخدمي ” ، مثمناً دورَ وزارةِ التخطيط ، وهيأةِ الإحصاءِ ونُظمِ المعلومات ، في ” ما قدموهُ طيلةَ الشهورِ الماضيةِ من إعدادٍ وتهيئةٍ وترتيباتٍ للنجاحن والدورُ الكبيرُ لجميعِ الوزاراتِ والجهاتِ غيرِ المرتبطةِ بوزارة، والمُحافظات ، ووزارةِ التخطيطِ في حكومةِ إقليمِ كردستان العراق، وهيأةِ الإحصاءِ في الإقليم “.
ووجه السوداني شكره إلى ” صندوق الأمم المتحدة للسكان للدعمِ والإسنادِ لجميعِ المراحل ، ولا ننسى دورُ الأجهزةِ الأمنية ، بتفانيها ومرابطتها لتوفيرِ بيئةٍ آمنةٍ مستقرةٍ لكلِّ العراق ، والدورُ المتميزُ للإعلامِ والصحافةِ الوطنيةِ في التعريفِ بأهميةِ التعدادِ ودعمِ هذا المشروعِ التخطيطي المتميز ” ، مختتماً : ” كلنا ثقةٌ بحبِّكم للعراق ، وتفانيكم من أجلِ تقدمِ بلدِنا الغالي بثقةٍ وتفاؤلٍ ، نحوَ مستقبلٍ نفتخرُ به، وتفتخرُ به الأجيالُ القادمة ، والعراقُ والعراقيون جديرون كلَّ الجدارةِ بهكذا مستقبلٍ مشرق “.
#التعداد_مستقبلنا
المصدر : وكالة الانباء العراقية