أكد السفير الإيطالي لدى العراق ماوريتزيو غريغانتي، اليوم الأربعاء، على التزام بلاده بدعم العراق في إدارة موارده المائية، فيما بين أن القرارات التي نتخذها اليوم ستشكل مستقبل العراق وبناء دولة مزدهرة وقادرة على الصمود.
وقال غريغانتي في كلمته خلال إطلاق مشروع التحديث الأول لاستراتيجية موارد المياه في البلاد وحضره مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع): إن “من دواعي سروري أن أكون هنا اليوم خلال الأسبوع العالمي للمياه، ونحن نطلق تحديث مشروع يحمل أهمية كبيرة لمستقبل العراق – الاستراتيجية الوطنية للموارد المائية والأراضي”، لافتا الى أن “هذا المشروع ليس مجرد مهمة فنية فحسب، بل هو خطوة حاسمة نحو تأمين مستقبل مستدام ومزدهر للعراق”.
وأعرب عن “تقديره للعمل الكبير الذي تقوم به شركة هيدرونوفا بقيادة أندريا كاتاروسي لسنوات عديدة، حيث كان أندريا وفريقه شركاء رئيسيين في رحلة العراق لتحسين إدارة المياه”، مشيرا الى أن “أندريا وفريقه شاركوا في الدراسات الاستقصائية والتحليلات التي شكلت المشهد المائي في العراق، بدءاً من تصميم السدود الكبرى إلى تطوير أنظمة الري الحيوية على طول شط العرب”.
وأوضح أن “تفانيهم مستمر، خاصة في الجهود الحالية لتحديث استراتيجية المياه في العراق ومعالجة تأثير التغير المناخي في الأنهار والبحار، مثل ارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب”، مبينا أن “ذلك يظهر مدى التزامهم بمساعدة العراق في معالجة تحديات المياه الأكثر إلحاحاً”.
وأكد غريغانتي أن “إيطاليا ملتزمة بدعم العراق في إدارة موارده المائية طويل الأمد، ويشمل القطاعين الخاص والعام على حد سواء، ويتداخل فيه البعدان الوطني والأوروبي وإلى جانب عمل شركتي هيدرونوفا وأندريا”، مشيرا إلى “الجهود التي تبذلها شركة تريفي، التي اضطلعت في عام 2019 بالمهمة الضخمة المتمثلة في تثبيت وتأمين أكبر سد في العراق، سد الموصل، ومعالجة نقاط الضعف الهيكلية فيه”.
وبين غريغانتي أنه” من المتوقع أن تؤدي مشاريع شركة ENI في محافظة البصرة، بالشراكة مع اليونيسيف والاتحاد الأوروبي إلى تحسين إمكانية حصول أكثر من 850,000 شخص على المياه الآمنة والنظيفة”، لافتا الى أن “إيطاليا تفخر بالتعاون مع العراق في هذا الموضوع المهم كما فعلنا في الماضي مع الافتتاح الناجح للدائرة الوطنية لسلامة السدود في وزارة الموارد المائية، وهو إنجاز تحقق بفضل تعاون الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، حيث كان هذا المشروع، الممول من الحكومة الإيطالية خطوة مهمة إلى الأمام في تعزيز قدرة وسلامة سد الموصل وجميع الأحواض المائية الاصطناعية العراقية، وهو مكون حيوي للبنية التحتية المائيةفي العراق”.
وتابع أن “هذا التعاون يوضح كيف أن إيطاليا مصممة على وضع خبراتها تحت تصرف العراق في حماية البنية الهيدروليكية الحيوية، ومع ذلك، لا يزال أمامنا طريق طويل، حيث نشهد في كل عام يمر الآثار الوخيمة لتغير المناخ على الموارد المائية الوطنية”، موضحا أن “لذلك أهمية في أن يرتقي العراق إلى مستوى التحدي المتمثل في تنفيذ مساهماته المحددة وطنياً وفقاً لاتفاق باريس والنتائج اللاحقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”.
واسترسل في الحديث قائلا: إنه “من المهم إدراك أن تحديات المياه في العراق لا تنحصر داخل حدوده فالاتفاقية الأخيرة بين العراق وتركيا بشأن إدارة المياه العابرة للحدود والتي تمتد لعشر سنوات هي نقطة انطلاق واعدة وشهادة على ما يمكن تحقيقه من خلال التعاون الإقليمي”، مبينا أن “هذه الاتفاقية لا تمثل تعاوناً تقنياً فحسب، بل تمثل أيضاً التزاماً سياسياً لضمان إدارة البلدين للموارد المائية المشتركة بشكل عادل ومستدام، وهذا التعاون أمر حيوي لاستقرار المنطقة بأسرها وازدهارها”.
وأضاف أنه “على المدى الطويل، سيكون الاستقرار السياسي الذي تعززه مثل هذه الاتفاقات أمراً بالغ الأهمية لتنمية العراق الداخلية وتعزيز دوره في المنطقة، كما أن إدارة المياه أمر أساسي لتحقيق المرونة الاقتصادية، لا سيما في قطاعات مثل الزراعة وتطوير سوق العمل، وهي قطاعات حيوية للنمو الاقتصادي والأمن الغذائي في العراق”، مشيرا الى أنه “من خلال الاستثمار في البنية التحتية المستدامة للمياه وممارسات إدارتها، يرسي العراق أسس الاستقرار الاقتصادي الذي يمكنه الصمود أمام ضغوط التغير المناخي والتحديات الجيوسياسية، وستسهم هذه الجهود في جعل العراق أكثر ازدهاراً واستقراراً، مع اقتصاد متنوع أقل اعتماداً على النفط وأكثر مرونة في مواجهة الصدمات الخارجية”.
واختتم غريغانتي أن “إيطاليا تبقى ملتزمة بدعم العراق في رحلته نحو الإدارة المستدامة للمياه، فالقرارات والإجراءات التي نتخذها اليوم ستشكل مستقبل العراق وستساعد في بناء دولة مزدهرة وقادرة على الصمود”، لافتا الى أن “الحكومة الإيطالية والشركات الإيطالية تتطلع إلى مواصلة الشراكة مع العراق والعمل معاً للتغلب على التحديات المقبلة وتحقيق أهدافنا المشتركة”.
المصدر : وكالة الانباء العراقية