وتستمر النكبة

حيم عزيز رجب

وتدور رحى الموت وهي تطحن الألوف من أرواح الفلسطينيين في مجازر مستمرة، ربما تمتد لسنوات والى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لتبقى القضية الفلسطينية الجرح النازف والخنجر الطاعن في الضمير العربي… دمار وتدمير وخراب وسفك دماء أطفال أبرياء وتهجير قسري، لتستمر عجلة الموت تسحق أرواح المسلمين دون هوادة أو رحمة، وعلى مرأى ومسمع من العالم جهارا نهارا،  من قبل هؤلاء أصحاب أكبر كذبة في التاريخ التي اطلقها الكاتب النمساوي اليهودي (ثيودور هرتزل)، حيث ألف كتاب أسمه ( الدولة اليهودية) عام 1896.
وهي إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين، وهو مشروع خطط له قبل آلاف السنين، بدأت من (ادمون ريشايلد)، وهو من أغنياء يهود بريطانيا عندما جاء إلى فلسطين واقام 30 مستوطنة يهودية في فلسطين، ومن ضمنها مستوطنة اسمها ( ريشيون لتيون) عام 1885، والتي رفعت العلم الإسرائيلي، لتتوالى الأحداث وعندما زار العالم الكيميائي اليهودي البريطاني (حايم وايزمن)عام 1907 فلسطين، وبدأ بالبحث عن الأراضي الفلسطينية، ليتم شراءها بتمويل من أسر بريطانية ثرية، لتصبح اكثر من 200 ألف دونم من الأراضي الزراعية تم شراؤها من قبل (حايم وايزمن)، بعد تهجير 60 ألف عائلة فلاحية فلسطينية، لتستمر المحاولة تلو الاخرى والمؤامرات والتعهدات بإقامة وطن قومي للكيان المسخ، ومنها وعد بلفور عام 1917 لتأتي الضربة القاضية والقاصمة باتفاقية  سايكس بيكو) سيئة الصيت، لتقسيم أراضي الشرق الأوسطية ما بعد الاحتلال العثماني، وكان (سايكس) صديق (حايم وايزمن)، لتدخل القوات البريطانية إلى القدس عام 1917، وكان من ضمن القوات البريطانية فيلق يهودي ليشرف عليها (وايزمن)، وتترسخ فكرة إقامة دولة يهودية على أرض
فلسطين.
ليصبح النفوذ اليهودي واضحا لتكون عندها لديهم مؤسسات زراعية وصناعية ومؤسسات طاقة وتعليم، لتعمق اليهود نفوذها من خلال مؤتمر السلام الذي اقيم في باريس.
عندها التقى الملك (فيصل الاول) ملك العراق ممثلا عن العرب (حايم وايزمن)، ليكون الأخير ممثلا عن اليهود على أساس إقامة بلد للصهاينة في فلسطين، مقابل ضمان استقلال العرب من الاحتلال البريطاني، وبموجبه ومع مرور السنين ازدادت قوات اليهود، وازدادت سطوتهم على أهالي وأرض فلسطين الأصليين، لتبدأ رحلة التهجير، وما أن انسحب الانتداب البريطاني من أرض فلسطين، لتعلن دولة اسرائيل من خلال أول رئيس وزراء لها وهو (ديفيد بن غورين)، لتتوالى الأحداث المؤلمة بعد نكبة فلسطين في التهجير بالشعب والاموال والبيوت، لم يكن عددهم آنذاك 3000 يهودي فقط في زمن الدولة العثمانية، وهذا ما أيدته ودونته كتب وشواهد على التاريخ، حتى دخول البريطانيين كان عددهم 50 ألف يهودي مقابل 500 ألف من المسيحيين والمسلمين من العرب على ارض فلسطين، لتستمر المعاناة والذي يعاني منها اليوم الفلسطينيون الامرين من نكبة 1948، لتتجدد عمليات القصف والتهجير والتشرد في جميع أرجاء أرض فلسطين يحملون معهم حق العودة والعيش بسلام، التي لا تعترف بها اسرائيل إلى يومنا هذا، لتعيد الكرة بعد الأخرى ضاربة عرض الحائط كل تلك المواثيق والاتفاقيات، لا سيما اتفاقية جنيف والخاصة بحماية المدنيين العزل أمام غاراتهم، التي لاتفرق بين طفل وشيخ كبير وامرأة، مقابل سكوت العرب وخضوعهم امام الجبروت الإسرائيلي، ليكونوا كالأنعام بل هم أضل  سبيلا..

 

المصدر : وكالة الانباء العراقية