عراقي

د. علاء هادي الحطاب

تَكتشف عظمة العراق حقاً عندما تزور متاحف العالم في باريس ولندن وغيرها، إذ تجد انك تنتمي لحضارة عريقة بل أنها من أعرق الحضارات في العالم بلا مبالغة، وعندما تلتقي النخب الأكاديمية هناك؛ تسمع منهم ما يجعلك تفتخر ببلدك، فهم يعرفون جيداً من أنت وإلى من تنتمي وأي حضارة أنجبتك مهما دارت حولك الدوائر والمحن والأزمات، لكن العراق يبقى هو العراق.

هذه ليست كلمات وطنية للاستهلاك الصحفي بل هي واقع، شئنا ذلك أم أبينا، عرفنا أم لم نعرف، آمنَّا بذلك أم لم نؤمن، فلا يغيِّر من أمر “ العراق” شيئاً.

ما يؤسف له أن القائمين على السلطة فيه قبل 2003 وما بعدها لم يدركوا ولم يعملوا وفق هذا “ العراق” الذي يعرفه العالم، فسمحوا لمن هبَّ ودبَّ أنْ يتدخَّل في شؤونه بل وفي أحيان كثيرة يقرر نيابة عنه، وتوالت ولا تزال الإساءات من دول كثيرة من دون رد من قبل السلطات السابقة بل من دون حتى استنكار أو مطالبة في مشاهد كثيرة. عراقيون يهانون في مطارات العالم، اعتداءات مستمرة من قبل مواطني دول عديدة على العراقيين زوار كانوا أم مقيمين فيها، مع ان العراقي أينما حل في تلك الدول فهو مصدر انفاق للمال فيها.

ما حدث في الأسبوع الماضي من تخلف منتخب كوستاريكا للعب مع منتخبنا الوطني في البصرة وإصرارهم على دخول الأراضي العراقية من دون ختم جوازاتهم خشية تعرضهم لمضايقات في دول أخرى نتيجة دخولهم العراق، والحدث الاخر هو إساءة مقدم برنامج الكأس خالد جاسم لنائب رئيس الاتحاد اللاعب المعروف يونس محمود وطريقة حديثه المتكبرة مع يونس من دون أن ينبس محمود ببنت شفة ترك انطباعاً سلبياً على أداء هذا اللاعب ومكانته الوظيفية اليوم في اتحاد الكرة، وعلى إجمالي أداء اتحاد الكرة.

كذلك الحال   لدول مستفيدة من العراق مالياً وتعاملها السيئ مع أبنائه وغيرها من الشواهد التي فيها إساءات واضحة لبلد عظيم وكبير كالعراق كان لا بد أن يشكل نقطة تحول في أداء الطبقة السياسية في علاقاتها مع دول العالم على الأقل التي تربطنا بها مصالح مشتركة، فالسياسة الخارجية تمثل تعامل البلد مع البلدان الأخرى على أساس المصالح المشتركة وفق مبدأ التعامل بالمثل في كل مفردات وجزئيات العلاقات الدولية.