الحل

د. علاء هادي الحطاب

لا يمكن لأي كاتب أن يتجاوز ما حصل يوم أمس من تظاهرات كبيرة ودخول بناية مجلس النواب والاعتصام المفتوح فيه، والأسباب التي أوصلتنا لذلك كثيرة وحمالة أوجه لا مجال لحصرها، بل أجزم أن الأسباب بمجملها بين كل أطراف الصراع معرفة ومشخصة وكلٌ يدلو بدلوه في ما يتعلق بالحجج والمبررات، وكتبنا قبل أيام عن وصولنا إلى مرحلة “ الانستغلاق” السياسي الذي بات محكما ومتحكما بمجريات الأمور، لكن طبيعة القوى السياسية أنها لا تقرأ ولا تريد أن تسمع سوى أصواتها والكلام الذي يعجبها

اليوم بعد وصول الاحتقان إلى مديات خطيرة متقدمة من الخصومة والخلاف مع “ انستغلاق” لا يزال يفرض نفسه، لابد للقوى السياسية “جميعها” من أن تفكر بحلول جدية لا ترقيعية وأن يمدوا جسور التواصل مرة أخرى بينهم لوضع هدف واحد ومحدد وهو تجنيب البلاد والعباد مآلات هذا “الانستغلاق” وتهدئة الشارع العراقي المحتقن من كل الأطراف، ثم تأتي بعد هذه الخطوة كل الخطوات الممكنة لمعالجة الوضع المكهرب بتموز برؤية واقعية لا تحدي ولا عناد فيها، وهنا تبرز الحاجة إلى عقول راجحة تمتلك من التبصر والحكمة والعقلانية ما يؤهلها لأداء هذا الدور، وليس بالضرورة أن تكون هذه “العقول” من داخل الطبقة السياسية التي مثلت المشكلة، بل ربما من خارجها ممن لديها “دالة” ما على كل الأطراف السياسية 

المختلفة

شبابنا وأهلينا ومؤسساتنا أمانة في أعناقنا جميعا، سياسيين ونخبا ورجال دين وعشائر وأكاديميين وفنانين، وكل طبقات المجتمع المؤثرة في صناعة قراره السياسي

لا توجد ممرات آمنة لنا جميعا سوى أن نفكر بالحلول والحلول فقط من دون الرجوع إلى أساليب التفكير النمطية السابقة التي أثبتت الوقائع أنها كانت مجرد ترحيل للمشكلات لا معالجتها

جميعنا معنيون بأخذ دورنا في إيجاد الحلول التي لا غالب ولا منكسر فيها، بل إيجاد مناطق وسطى تهيئ لمرحلة أكثر استقرارا ووئاما مجتمعيا . 

حفظ الله شعبنا من كل سوء.