الأميَّة الرقميَّة

 حسين المولى 
 
من بوادر القول في أن العالم الرقمي أجبر العديد من الدول وانظمتها الحاكمة في تغيير سياساتها، سواء في ما يتعلق بتعامل مع الدول الأخرى أو بتعاملاتها الداخلية، وهذا ينم عن أن التوجه والتحول نحو الرقمنة صورة ضرورية توصل إلى أن التحول لهذا العالم الجديد ضرورة مُلحة، وفي ضوء ذلك التقدم باتت هنالك مشكلة وفرص جديدة للتحدي، ومن بينها الأمية الرقمية، فكما هو معروف في أن المجتمعات التي دخلت لها التقنية وتطبيقاتها حديثًا تعاني من ذلك، فالفرد في المجتمع هو أسير ثقافة اجتماعية، وما نعاني منه اليوم يجبرنا في تحول آلية عمل المؤسسات التعلمية وإجبارها على بناءِ أسسٍ جديدة تواكب هذه التطورات.
فكما هو معلوم بأن التعليم يُعد اللبنى الأساس في بناء وتكوين الإنسان بعد الأسرة، وهذا يعني أن المؤسسات التعليمية يتوجب عليها أن تغادر الفكر التقليدي، سواء في آلية العمل أو التعليم، وجعل المنهاج تواكب العصر من حيث عدد ومحتواها، فمثلا ليس من المعقول أن تبقى منهاج الحاسوب مقتصرة على عملية إطفاء وتشغيل الحاسوب ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يقوم بتشغيل الحاسوب، بناءً على حركة الشخص وملامحه أمام الجهاز، فالخطورة تكمن في أن تبقى هذه المؤسسات تُدار بعيدًا عن الفكر الحديث والنظم التِقنية عالية المستوى.
فإدخال منهج التعلم في العالم الرقمي هو ضرورة مُلحة توجب على الدولة بجميع مؤسساتها العمل الجاد وإيجاد الحلول الناجعة لذلك، من خلال الاستعانة بالشخصيات المتخصصة في هذا المجال وكذلك اختيار نماذج وتطبيقات دولية ناجحة.