نجم عبيد .. رياضي بابلي حفر اسمه بماء الذهب

نجم متعدد المواهب بزغ من أرض الحلة لعب كرة القدم وابدع فيها ومارس الساحة والميدان وأحرز العديد من الأوسمة ولعب كذلك كرة السلة ومثل العديد من الفرق ، انه اللاعب نجم عبيد.
ولادته
ولد اللاعب نجم عبيد في محلة المهدية إحدى محلات القصبة القديمة لمدينة الحلة سنة 1946، والده كان صاحب اقدم مقهى في سوق العلاوي المحاذي لمحلته والتي تبعد 200 متر من منزله.
الطفولة وتعلقه بالكرة المستديرة
وتحدث نجم عبيد لوكالة الانباء العراقية (واع) عن مرحلة الطفولة والتي تشكل البداية لعلاقتي بكرة القدم قائلاً : “حينما كانت اذهب الى مقهى والدي مدحرجاً الكرة بين ازقة المحلة ثم العودة إلى المنزل هذه المسافة اعطتني سيطرة شبه كاملة بالتحكم بالكرة ومنحتني مهارة عالية ساعدتني على أن أبرز وانا لم اكمل 4 سنوات من بين اقراني في المحلة عند اللعب في المنطقة او اللعب في في ملعب التربية ، الملعب الذي صنع  اغلب الرياضيين الحاليين أمثال هادي الجنابي و وشاكر عبد الحسين و وجاسم الهندي” .
مرحلة الابتدائية
وقال عبيد :” في عام 1952 دخلت مدرسة صفي الدين المدرسة الوحيدة في المحافظة التي يتوفر فيها تراك ساحة وميدان وساحة كرة قدم وملعب لكرة السلة السنوات الاربعة الأولى مارست خلالها جميع هذه الألعاب بسبب البنية الجسمية التي امتلكها والمهارة العالية التي أثارت إعجاب معلم التربية الرياضية علي حسين غريب وجعلني ضمن فريق المدرسة بعد أن أجرى لي اختبارات عديدة انتهت بالنجاح “.
واضاف عبيد :” بعد فترة تم ترشيحي لأمثل المدرسة في بطولات المدارس الابتدائية في العاب الساحة والميدان حيث حصلت على المركز الأول في سباق 800 متر و 1500 متر وهذا يعتبر اول انجاز لي وكان سبب شهرتي على مستوى جيلي وفي الوقت نفسه مازلت أمارس كرة القدم مع الفرق الشعبية ومنذ تلك الفترة تخصصت أن أكون لاعباً بمركز شبه يسار “.
مرحلة المتوسطة

وبين عبيد :” لم أجد صعوبة في متوسطة الحلة للتعريف  بمهاراتي فقد سبقني اسمي لدى مدرس مادة التربية الرياضية عدنان باقر لما حققته في مرحلة الابتدائية انضممت إلى فريق متوسطة الحلة وشاركت في مهرجان الساحة والميدان وحصلت على المركز الأول لسباق 800 متر و 1500 متر و 4×400 بريد، وهذا الرقم مازال إلى الآن باسمي على مستوى مدارس المتوسطة “.
واوضح عبيد :” خلال هذه الفترة تم ترشيحي لمنتخب تربية بابل كلاعب اساسي لألعاب كرة القدم والسلة والساحة والميدان رغم صغر سني نظراً لما أمتلكه من مهارات عالية تم استدعائي لامثل منتخب الحلة لكرة القدم ومن ثم انتقلت الى نادي بابل في فترة كان يتميز في لعبة كرة السلة ثم انتقلت في عام 1978 إلى نادي الحلة”.
الانتقال إلى مدارس الشرطة في بغداد
واشار عبيد الى ان ” البطولات المدرسية لفئة المتوسطة كانت تجري بحضور لاعبين ومدربين لفرق من العاصمة بغداد ومن بينهم لاعب نادي الشرطة المرحوم فهمي القماقجي الذي منحني عرضاً كان حلماً لي أن انتقل الى مدارس الشرطة ، دعوة القامقجي هذه كانت بمثابة شهادة ليس لها ثمن وفعلاً قبلت العرض وانا لم اكمل مرحلة المتوسطة وانتسبت إلى مدارس اعداد المفوضين بصفة منتسب رياضي “.
وبين عبيد :” بدأت مشواري بلعبة كرة القدم مع المدرب المرحوم جابر عبد اللطيف ولعبت مع الفريق الكثير من المباريات ثم انتقلت الى فريق  كلية الشرطة لكرة القدم برعاية المدرب يونس حسين كلاعب اساسي بالإضافة إلى مشاركتي بسباق الساحة والميدان وحصولي على المركز الأول في سباق 800 متر و 1500 متر و 4×400 بريد وفي عام 1968 حصلت على بطولة العراق لألعاب القوى هذا اللقب منحني فرصه لاكون ضمن منتخب العراق سنة 1972 ومثلت بلدي في لقاء ودي في دولة الكويت حتى جاء موعد الاعتزال من العاب الساحة والميدان بسبب الاصابات  التي بدات بالظهور سنة 1974 أثناء التدريب ورغم إجراء عملية جراحية للتمزق في بلغاريا لكن الإصابة فرضت على أن يكون قراري الاعتزال عن الساحة والميدان وعودتي إلى مدينة الحلة حيث انضممت إلى نادي التحرير لكرة القدم والذي يعد من أفضل الفرق على مستوى الجمهورية في فترة خمسينيات القرن الماضي بدلالة خسارة فرق من الدوري الممتاز امامه مثل فريق السكك والطيران والمصلحة والشرطة”.
واوضح عبيد أن ” الدوري الممتاز في تلك الفترة كان يقتصر على فرق العاصمة أما فرق المحافظات فتشارك في بطولة الجمهورية وكان فريق نادي التحرير دائما يحصل على بطولة الفرات الأوسط وهذا الإنجاز يجعله يلتقي بأحد فرق العاصمة مثل الشباب او الرديف او المنتخب او المنتخب العسكري ولاسباب عدة بدأت الضغوط على نادي التحرير ادت إلى إغلاقه لانتقل بعد ذلك إلى نادي الحلة (الفيحاء) سابقاً ومثلت النادي في الدوري الممتاز (كأس العراق) لمدة عامين وكانت المباراة الودية مع نادي الشباب هي الأخيرة قبل اعتزالي لعبة كرة القدم في عام 1978والتي انتهت بالتعادل “.
مرحلة تدريب الفرق وحصولي على شهادات دولية
وقال عبيد :” تفرغت تماماً لتدريب نادي الشرطة في مدينة الحلة كضابط العاب لكرة القدم والسلة واليد حصلنا خلال فترة 3 سنوات على العديد من البطولات بعدها ترشحت للحصول على شهادة تدريبة الأولى من الشرطة العربية وكنت الوحيد من العراق بعد أن رشحني عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم الدكتور عبد القادر زينل والتي أقيمت في العراق وايضا حصلت على شهادة تدريبية أقيمت في بابل حاضر فيها مدرب روسي “.
واشار عبيد الى ان “أهم الفرق المحلية التي كنت مدربا لها منتخب شباب بابل ونادي الشرطه في المحافظة “.
وبين عبيد :” تم ترشيحي عضواً لألعاب القوى فرع بابل ولمدة ٥ سنوات وانتخبت رئيساً لرابطة رواد بابل وعضواً في نقابة الرياضيين ، واخر مبارة مع رواد بابل كانت أمام فريق الفنانين العراقيين لكرة الصالات في الحلة،ومباراة لكرة القدم في ملعب الكفل أمام منتخب العراق قبل أن أتعرض لحادث سير قبل 6 اشهر ابعدني كثيراً عن المستطيل الأخضر”.
أبرز لاعبي منتخب العراق الذين لعب ضدهم
عمو بابا / يورا ايشو / حسين هاشم /رعد حمودي /دكلص عزيز/هشام عطا عجاج/نوري ذياب /شدراك يوسف /محمد ثامر/لطيف سندل/مجبل فرطوس/مؤيد محمد صالح/ محمد طبرة/فلاح حسن وكثير من الاعبين

اهم اللاعبين الذين لعب معهم
المرحوم احسان بهية حارس مرمى العراق/قصي قاسم /هادي الجنابي/كاظم ناصر /نوري عيسى /جاسم الهندي /سليم اسود /لطيف ابو الكاز/اسماعيل الدغص
ومن جهته قال الصحفي الرياضي محمد هادي صاحب ان ” الكابتن نجم عبيد من اللاعبين المميزين في مجالات عديدة مثل كرة القدم وألعاب القوى وايضا في كرة اليد والادارة والتدريب ورغم هذا التميز أرى أن لو اتجه عبيد للتخصص في لعبة واحد لكان افضل بكثير له وللرياضه العراقية وأعتقد أنه كان بارعاً في مجال 1500 متر لانه كان عداءً مبهراً لكنه ضيع جهده في مجالات كرة القدم وكرة اليد وألعاب اخرى وأعتقد لم يظهر مدرباً كفوءاً احتضن طاقة عبيد العداء وسخرها لإنجاز البطولات “.
مسيرة اللاعب في لوحة شرف ضمن متحف الحلة
من جهة اخرى اكد مشرف متحف الحلة المعاصر علي عبد الجليل ” ان المتحف يسعى إلى أرشفة وتوثيق وجمع التاريخ الرياضي في المحافظة ومنذ تأسيس الحركة الرياضيه على يد المرحوم شناوي الوزير ولغاية اليوم وكانت للمتحف وقفه مهمة مع شخصيات رياضية تركت اثراً واضحاً في الساحة الرياضية العراقية والسعي إلى توثيق تلك الشخصيات بلوحات شرف تجمع سيرهم وصورهم وميدالياتهم التي حصلوا عليها وكان للنجم الرياضي نجم عبيد جزءاً مهماً في هذا التأريخ عرض بشكل لائق لزوار المتحف لما يستحقه بعد أن قدم منجزاً رياضياً كبيراً”.