موصليون يستذكرون مشاهد القتل الوحشي وتدمير المدينة

لم ينس موصليون ذكرى احتلال مدينتهم من قبل إرهابيي (داعش) في العاشر من حزيران العام 2014، حيث عاشوا أياماً مفجعة وأليمة تخللتها مشاهد للدمار والتخريب والقتل الوحشي والتهجير.
ويستذكر سكان الموصل ذلك اليوم الذي غير من واقع مدينتهم إلى الأسوأ بعدما شهدت حرباً استمرت ثلاثة أعوام، دمرت فيها أجزاء كبيرة من المدينة ومعالمها وبناها التحتية، وقتل فيها الآلاف وهرب الملايين.
وقالَ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تغريدة له بمناسبة الذكرى الثامنة لاحتلال مدينة الموصل: “‏ نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي”.
وأضاف  أن “الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه، لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب”.
ولم يطو الموصليون هذه الصفحة السوداء حتى الآن، حيث ظلت أفعال داعش الإرهابي الهمجية محفورة في مخيلتهم وما عانوه آنذاك من ظروف مأساوية أعادت المدينة قروناً إلى الوراء.
السيدة أم علي، التي تعد أحد رموز الموصل، تقول لـ”الصباح”: إن عناصر (داعش) الإرهابي أعدموا أثناء احتلالهم المدينة زوجها وثلاثة من أبنائها الضباط العاملين في الأجهزة الأمنية.
وتابعت، أنها قدمت يد العون والمساعدة للقوات الأمنية منذ سقوط الموصل وحتى تحريرها، وكانت تشارك في عمليات التحرير ثأراً لدماء أولادها وزوجها، وهي تستلذ بقتل الدواعش وسحقهم على يد أبطال قواتنا الأمنية التي ردت اعتبار اغتصاب المدينة من قبل الزمر الإرهابية.
ولا تزال المدينة على الرغم من مرور أعوام على تحريرها من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي تعاني من بطء حملات الإعمار وتلكؤ ملف التعويضات والدمار ما يزال يخيم على المدينة القديمة، بينما ظل مصير آلاف المغدورين على أيدي الزمر الإرهابية مجهولاً حتى الآن.
يقول المحامي محمد وليد محمد الموظف في جنايات نينوى لـ”الصباح”: إنه رغم الفرحة التي عاشها الموصليون عقب إعلان تحرير المدينة من قبضة الإرهاب واستعادتها من قبل أبطال القوات الأمنية والحشد الشعبي، لكن المدينة ومحيطها لاتزال تعاني من آثار الحرب المدمرة التي جرت في شوارعها وأزقتها ومناطقها المختلفة. ويضيف أن المدينة منكوبة، وهناك نسبة إعمار ضئيلة جداً، وهذا ما يقلق الشارع الموصلي بعد مضي أعوام على تحريرها من دنس الدواعش.
وطالت الخسائر بسبب الإرهابيين كل شيء تقريباً، حيث تم تدمير المشافي والمدارس وشبكات الطرق والماء والمجاري والاتصالات والمباني الحكومية والجسور والمعالم الأثرية ومتحف الموصل والجامعات، وتم نهب وتهريب محتوياتها، لتتحول المدينة آنذاك إلى مرحلة الكارثة بسبب ما حل بها من الخراب.
وبين تقرير صادر عن مجموعة البنك الدولي ووزارة التخطيط في 2018 أن تكلفة إعادة الإعمار في جميع المدن التي شهدتها الحرب ضد (داعش) الإرهابي تفوق الـ88 مليار دولار، وأن إعادة إعمار قطاع الإسكان الخاص بحاجة إلى 17.2 مليار دولار.

 

 

 

المصدر : جريدة الصباح