صحن العقيلة زينب يزين الحرم بمقامه الجديد

في كربلاء الحسين (ع) تتوافد جموع الزائرين من كل حدب وصوب، ليس لهذا المكان موعد لاستقبال زواره، فتلك الجموع تقصد قلعة الأحرار من دون موعد أو زمان، ولكن في شهر محرم الحرام تتضاعف أعداد الزائرين لتتخطى حاجز الملايين من عشاق وموالين سيد الشهداء، لإحياء ذكرى استشهاده أولا وأداء مناسك الزيارة الأربعينية ثانياً.

وفي المقابل تتسارع خطى الإعمار وعمليات التوسع من قبل العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين للمرقدين الشريفين، وهذه المرة اتجهت بوصلة الإعمار نحو مقام صحن السيدة زينب ـ عليها السلام ـ بعد انجاز توسعة مقام الإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ حيث شهد صحن السيدة زينب (ع) عمليات توسع كبيرة لإنشاء مقام يتناسب مع حجم هذه السيدة العظيمة من جهة، واستيعاب أعداد الزائرين من جهة أخرى، وهو ما وثقته وكالة الأنباء العراقية (واع) تزامناً مع الذكرى الأليمة لاستشهاد الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ

وفي هذا الصدد، قال رئيس قسم المشاريع الهندسية في العتبة الحسينية المقدسة حسين ضياء مهدي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “مجموع المساحة المخصصة لتوسعة الحرم الشريف تبلغ نصف مليون متر مربع منها 160 ألف متر مربع لصحن العقيلة زينب (ع) ما يعني استيعاب أكثر من مليون زائر”.

 وأضاف مهدي، أن “العمل في المرحلة الأولى من توسعة صحن العقيلة زينب (ع) بدأ في العام 2016 ووصل العمل فيه الى نسب انجاز جيدة قد تصل الى 50 بالمئة إذ تمَّ اكمال الهيكل الكونكريتي للمشروع”.

واوضح مهدي: “إننا وصلنا الى مرحلة الإنهاءات المعمارية وبدأنا بالتعاقد مع الشركات المختصة لتجهيزنا بالارضية الكربلائية والمرمر والمقرنصات والأبواب والشبابيك الخشبية ومنظومات التبريد والإتفاق على تجهيز المشروع بأجهزة من أفضل المناشئ العالمية فضلاً عن سبعين سلماً ومصعداً لنشرها على عموم المدينة السفلية تحت الصحن الشريف”.

بدوره، قال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة علاء ضياء الدين لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “عمارة الحرم الشريف تمت سبع مرات خلال السنوات الماضية، وهذه المرة تعد الثامنة لها وتشمل الأروقة الداخلية للحرم الشريف وحائر الأمام الحسين والسراديب ومشروع صحن العقيلة وآخرها مشروع الإمام الحسن”.

وأضاف ضياء الدين “تحت أرض مدينة كربلاء المقدسة مدينة أخرى توازي ما موجود فوق الأرض وتضم منشآت ومرافق خدمية وشبكة من الأنفاق لتقديم الخدمات وإيصالها بيسر الى الزائرين وكذلك تسهيل حركة المركبات داخل المدينة بدون التأثير على أجواء المدينة الخارجية أثناء فترة الزيارات المليونية فضلاً عن الأيام الاعتيادية لاسيما ليالي الجمع”.

وبين ضياء الدين، أن “المدينة السفلية تتكون من طبقتين تحت الأرض (هما سالب واحد وسالب اثنين) وطبقتين فوق الأرض ويصل ارتفاع الاسقف في بعض الفضاءات الداخلية الى (15) متراً أسفل المدينة وقد تصل من (20 – 25) متراً”.

ويعد مقام التل الزينبي من اهم المناطق العبادية ضمن مشروع صحن العقيلة زينب (عليها السلام).

ويتكون من ثلاثة طوابق ونصف الطابق، تعلوها قبة، وتمت مراعاة النقوش الحديثة التي تتوافق مع روحانية ورمزية المقام.

وتأتي أعمال توسعة مقام التل الزينبي لتخفيف زخم الزائرين اثناء تأدية مراسيم الزيارة ولضمان انسيابية مرور العجلات.

وكانت العتبة العباسية المقدسة قد افتتحت العام الماضي مشروع توسعة مقام الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، والتي تعدّ التوسعة الأولى من نوعها منذ بنائه لأول مرة قبل ثلاثة قرون.

وجمعت التوسعة الجديدة لمقام الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) بين العراقة والأصالة، وبما يتناغم مع ما هو موجودٌ في العتبة العبّاسية ويتلاءم مع قدسيّة هذا المقام وما يشكّله من أثرٍ روحيّ لدى الزائرين القاصدين لزيارته.

وجرت التوسعة على المقام من جهة نهر الحسينية القائم عليه (الجهة الغربية) باستخدام ركائز كونكريتيّة وضعت عليها مجسرات شيّد عليها قاعات للزائرين، من دون حدوث قَطْعٍ أو انسداد أو تغيير لمجرى النهر، وتقدر المساحة المضافة بـ(1200) متر مربّع وتتّصل بالمقام عبر منافذ وأبواب خاصّة، كما شملت التوسعة الجديدة قاعة خاصة بالنساء بمساحة (490 متراً مربعاً)، وأخرى للرجال بمساحة (310 أمتار مربعة)، فضلاً عن بناء قاعة لخَدمة المقام والعاملين فيه بمساحة (150 متراً مربعاً) مع مرافق خدمية بمساحة (250 متراً مربعاً).





 

المصدر :  وكالة الانباء العراقية