حمام العليل ينفض عنه غبار الإرهاب ويعود ليداوي جراح العراقيين

أنشئت مسابح حمّام العليل قبل عقود، وأصبحت معروفةً بمياهها الكبريتية ذات الفوائد العلاجية.
وتعرضت البلدة التي تقع فيها وتحمل الاسم نفسه، والواقعة على بعد نحو 30 كلم من الموصل، الى دمار عصابات داعش الإرهابية التي عبثت فيها  وارتكبت ابشع الجرائم ضد الانسانية.
كان “حمّام العليل” مكاناً يقصده هشام خالد مراراً مع والده خلال طفولته، وبعد سنوات من الانقطاع عاد بعد ترميم هذه المنشأة السياحية ، لكنه عاد وحيداً، فوالده الشرطي أعدم على يد الإرهابيين الدواعش في العام 2016.
يقول هشام الذي جلس على حافة المسبح الدائري: “لقد فقدت أعز الناس عندي بسبب داعش الإرهابي الذي اعدم  والدي العقيد في الشرطة العراقية مع مئات آخرين، اكتشفت جثثهم في تشرين الثاني 2016 في مقبرة جماعية قرب كلية الزراعة في حمام العليل، على بعد مئات الأمتار فقط من الحمامات.
وأضاف الرجل البالغ من العمر 21 عاماً “عندي غصة في قلبي. كنت آتي هنا مع والدي إلى الحمام. والدي ذهب الآن وبقيت أنا”.
في الغرف المكسوة حديثاً ببلاط جديد، يستفيد رجال وأطفال من الخصائص العلاجية للمياه ويتمتعون بلحظات استرخاء .
يقوم الزوار بملء المياه الخضراء والحارة في أوعية وسكبها على رؤوسهم، ويفركون أجسادهم بقوّة، غير آبهين بالرائحة القوية التي يخلّفها الكبريت.
– فوائد علاجية –
ويمكن للمنشأة التي جرى بناؤها في العام 1984 استقبال ما بين 75 إلى 100 زائر، فيما خصصت للنساء والرجال قاعات منفصلة.
على الأرصفة المحيطة، يقدّم باعة جوالون وهم في أكشاكهم للزبائن قوارير بلاستيكية مملوءة بالطين الكبريتي.
جاء سلام عادل حسن(30عاماً) من بغداد لزيارة الحمام ، إذ يقول  “أنا بصراحة جئت إلى هنا قبل نحو 20 عاماً، كان المكان بدائياً وليس كما هو الآن من البناء والتطور والحمامات، أصبحت جميلة”.
ويضيف: “يعاني أخي من مرض الصدفية، سآخذ له من هنا طيناً لأنه لم يتمكن من الحضور”.
بعد هزيمة عصابات داعش الإرهابية في العام 2017، بقيت الحمامات مقصداً محبوباً للزوار على الرغم من أن البناء كان متهالكاً وقطع السيراميك على جدرانه متكسّرة.
ولإعادته إلى سابق عهده، أطلقت الحكومة في العام 2019 أعمال إعادة ترميم بنحو نصف مليون دولار.
وجرى اختيار المواد بدقّة لتكون قادرةً على مقاومة التآكل والأكسدة التي تسببها المياه الكبريتية.
ويقول أحمد عزيز أحمد، معاون مدير المنشأة. “بعد الإعلان عن الافتتاح، بدأت المجموعات السياحية تتوافد من كلّ محافظات العراق في اليوم الثاني”.
وأضاف أن عائلات تعيش في الخارج متحدّرة من الموصل جاءت أيضاً، فضلاً عن سياح ألمان وبريطانيين. ولاتزال المنطقة بحاجة إلى الكثير من الخدمات والبنى التحتية، كما يقول  مدير ناحية حمام العليل خالد محمد محمود، الذي أشار الى أن حمام العليل “يحتاج إلى دعم مستمر لكونه حالياً بدأت تعود إليه الحياة مطالبا بإنشاء مستشفى يخدم أهالي ناحية حمام العليل “.

المصدر:afp