منتدى العراقية الثقافي يستعيد طقوس عيد الفطر في التراث العراقي

بغداد\ طغت اجواء عيد الفطر قبل اوانه صباح ،اليوم الخميس، في اروقة منتدى العراقية الثقافي وابحر الحاضرون مع تيار التراث العراقي في محاضرة القاها الباحث  رفعت الصفار وبادارة الاستاذ عادل العرداوي ، حتى كدنا نشم رائحة “الكليجة” الطازجة وهي تشوى في التنور الحجري.

الشاعرة نجاة عبد الله مديرة منتدى العراقية الثقافي قالت، إن “المنتدى اقام نشاطة الثالث خلال شهر رمضان المبارك ،والذي تخصص عن التراث العراقي قبل عيد الفطر المبارك ،وكيف تتهيئ الاسرة العراقية للاحتفال بالعيد والحديث عن تراث الاجداد في اصبوحة احياها الاستاذ رفعت الصفار وبادارة الاستاذ عادل العرداوي”.

واضافت ،ان “التراث العراقي غني بالعادات والتقاليد التي تعبر عن اخلاقيات الشعب العراقي وتعاونهم وتكاتفتهم وتجاوزهم الطائفية والاثنية ، ففي الاعياد تتناسى الخلافات ويجتمع معا اعداء الامس في مأدبة واحدة ويتعانقون ويتعاونون لخدمة مدينتهم ومحلتهم”.

من ناحيته قال الباحث التراثي الاستاذ رفعت الصفار ،ان “العراقيين كانوا يستعدون لعيد الفطر في العشر الاواخر من رمضان ،فكانت ربات البيوت تعد لوازم الحلويات” الكليجة” من دقيق وسكر وتمر ولوازم اخرى ،فيما “يقص” رب الاسرة الملابس الجديدة لافراد اسرته لدى الخياط او الخياطات في محلته ،اما الاولاد فكانوا يتزاحمون في محل الحلاقة لقص شعرهم “.

واضاف ،انه “في ليلة العيد وعندما يتم الاتفاق على رؤية الهلال من قبل المراجع الدينية ينام الاطفال وتحت وسادتهم ملابس العيد الجديدة ومبلغ من النقود “العيدية” كي يصبحوا مبكرين للذهاب الى الجامع لغرض الصلاة ومن ثم الى تقديم التهاني الى الاقرباء والجيران وقبض ما يمكن من “العيديات” وبعدها الذهاب الى حيث الاحتفالات من المراجيح وديلاب الهواء وانواع الالعاب والرقصات والوان الاطعمة والحلويات”.

وللعراقيين سواء في المدن او القرى عادات تعبر عن اخلاقهم والتزامهم بالدين الاسلامي الحنيف ،فتراهم يتزاورون ويجتمعون للصلح بين المتخاصمين .

يقول الاستاذ عادل العرداوي ان “الرجال كانوا يجتمعون في مجلس كبير المحلة كالمختار او شيخ العشيرة في يوم العيد لتبادل التهاني والتباحث في امور المنطقة ،وان كانت خصومه بين فريقين ،ياخذ المختار او الشيخ او امام الجامع على عاتقه مهمة التقارب بين الفريقين وتنتهي باجراء التصالح في وليمة كبيرة يقيمها المختار او شيخ العشيرة “،مشيرا الى ان اعلان العيد في المدينة يتم من خلال اطلاقات المدفع وفي القرية من خلال الرمي بالبندقية “.

وتابع العرداوي ،ان “هذه العادات والتقاليد للاسف بدأت تنقرض وبات الجيل الجديد ينفر من هذه التقاليد ولا يحافظ عليها “،مطالبا المسؤولين في الدولة من وزارة الثقافة وشبكة الاعلام العراقي والمؤوسسات التعليمية “التكاتف للمحافظة على التراث العراقي واقامة المؤتمرات الثقافية المتخصصه في هذا المجال واعداد صحف واصدارات ومواقع متخصصة في التراث العراقي قبل اندثاره”.